تتجه الأنظار بقوة خلال الساعات المقبلة إلى المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، وسط توقعات متزايدة تشير إلى قرب إعلان تعاقده مع نادي النصر السعودي، في خطوة قد تعيد رسم ملامح المنافسة الفنية بين قطبي العاصمة الرياض، خاصة بعد سلسلة من التطورات التي سبقت الإعلان الرسمي، وأثارت اهتمام المتابعين والمحللين على حد سواء.
ورغم أن إدارة النصر لم تصدر حتى الآن أي بيان يؤكد التوقيع الرسمي مع خيسوس، فإن العديد من التقارير الإعلامية القريبة من النادي، تؤكد أن الاتفاق تم بالفعل، وأن الإعلان الرسمي بات مسألة وقت، بعد أن أنهى الطرفان كافة التفاصيل المتعلقة بالعقد، في انتظار التوقيت المناسب للكشف عن الصفقة أمام الجماهير.
وتكمن المفاجأة في أن خيسوس، الذي ارتبط اسمه كثيرًا بالهلال خلال الموسمين الماضيين، يستعد الآن للانتقال إلى الغريم التقليدي، وهو ما يُضيف بُعدًا دراميًا للمشهد الرياضي، ويُشعل أجواء الترقب بين الجماهير، التي ما زالت منقسمة بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة المثيرة للجدل.
وكان خورخي خيسوس قد تولى تدريب الهلال في صيف عام 2023، حيث قدّم بداية نارية بقيادته الفريق لتحقيق الرباعية المحلية، لكنه لم ينجح في تكرار الإنجاز ذاته في موسمه الثاني، ما أثار بعض علامات الاستفهام حول مستقبله، قبل أن تُعلن الإدارة الزرقاء لاحقًا انتهاء العلاقة معه بالتراضي.
وفي ظل بحث النصر عن مدرب جديد بعد إقالة الإيطالي ستيفانو بيولي، بدا اسم خيسوس خيارًا منطقيًا لإدارة النادي، التي تسعى إلى مدرب ذي خبرة فنية عالية ومعرفة بالدوري السعودي، خاصة في ظل الرغبة في المنافسة بقوة على الألقاب خلال الموسم الجديد، وتعويض الخروج المبكر من بعض البطولات في الموسم الماضي.
ولم تتوقف تحركات خيسوس عند الاستعداد لتولي تدريب النصر فقط، بل كشفت مصادر إعلامية أن المدرب البرتغالي قد وضع أولى لمساته الفنية مبكرًا، من خلال اقتراحه التعاقد مع اللاعب الدولي السعودي سعود عبدالحميد، الذي يحترف حاليًا في صفوف نادي روما الإيطالي، بعد أن سبق له اللعب تحت قيادة خيسوس في الهلال.
ويُعد سعود عبدالحميد من الأسماء التي برزت بقوة في الملاعب الأوروبية منذ انتقاله إلى الدوري الإيطالي صيف عام 2024، حيث قدّم أداءً جيدًا مع فريق العاصمة روما، ولفت الأنظار بفضل قدراته الدفاعية ومهاراته التكتيكية، وهو ما يجعله هدفًا مشروعًا للمدرب البرتغالي الباحث عن تدعيم دفاعات النصر.
وكان سعود قد انضم إلى الهلال قادمًا من الاتحاد، قبل أن يلعب تحت قيادة خيسوس، ويصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلته، وهو ما يفسّر تمسّك المدرب البرتغالي به، ورغبته في استعادته ليكون جزءًا من مشروعه الفني مع النصر، في حال إتمام الصفقة الرسمية المنتظرة.
ورغم أن صفقة انتقال سعود إلى النصر لم تدخل بعد في مراحلها الرسمية، فإن مجرد تداول اسمه في هذا السياق أشعل الجدل بين جماهير الهلال، التي ترى في الخطوة محاولة مبكرة من خيسوس لتوجيه ضربة فنية موجعة للنادي الذي شهد أفضل فتراته التدريبية في السنوات الأخيرة.
وتعكس هذه التحركات أسلوب خيسوس المعروف عنه، حيث يفضل المدرب البرتغالي العمل المسبق قبل الإعلان، ويميل إلى التخطيط الاستراتيجي من اللحظة الأولى لتوليه المهمة، وهو ما يتوقع أن يُترجم سريعًا في حال الإعلان الرسمي عن تدريبه للنصر خلال الأيام المقبلة.
ويرى متابعون أن تعاقد النصر مع خيسوس، إذا ما تم، سيكون صفقة الموسم التدريبية، لما يتمتع به المدرب من سمعة قوية، وسجل ناجح في المنطقة، ومعرفته العميقة بخصومه في الدوري السعودي، فضلًا عن شخصيته القوية التي قد تُعيد الانضباط إلى صفوف الفريق النصراوي.
ولا تخلو هذه الخطوة من الحساسية، إذ إن انتقال مدرب بحجم خيسوس من الهلال إلى النصر سيظل محفورًا في ذاكرة الكلاسيكو السعودي، وسيفتح بابًا واسعًا للمقارنات والمواجهات المحتدمة بين المدرب وفريقه السابق، مما يزيد من الإثارة المحيطة بالدوري في موسمه المقبل.
ويتوقع أن يكون الإعلان الرسمي عن خيسوس مدربًا للنصر مصحوبًا بحملة إعلامية واسعة، خصوصًا أن جماهير العالمي تنتظر بفارغ الصبر رؤية التشكيل الفني الجديد، وما إذا كان المدرب البرتغالي سيُحدث التغيير المنتظر في هوية الفريق وأسلوبه داخل الملعب.
وبينما يعيش الوسط الرياضي حالة من الترقب، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بتعليقات ومناقشات حول ما إذا كان خيسوس هو الخيار المثالي للنصر، وهل يستطيع إعادة الفريق إلى منصات التتويج، أم أن تجربته مع الهلال ستُلقي بظلالها على مهمته الجديدة في الجهة المقابلة من الرياض.
وفي الوقت الذي تُطرح فيه هذه التساؤلات، تبدو إدارة النصر واثقة من قرارها، حيث تعوّل على خبرة خيسوس في تحقيق الاستقرار الفني للفريق، وتطوير الأداء الجماعي، وبناء منظومة قادرة على المنافسة الشرسة في البطولات المحلية والقارية.
وبهذا التحول المرتقب، تُصبح المواجهات القادمة بين الهلال والنصر أكثر سخونة، ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل أيضًا على مستوى العقول التي تقف خلف الخطوط، حيث سيكون خيسوس في مواجهة مباشرة مع ماضيه، وتحت أنظار جمهورٍ لم ينسَ بصمته الفنية في الهلال.