شهد مؤشر السوق السعودية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، وهو ما أرجعه محلل الأسواق المالية تركي الغفيلي إلى تنامي "شهية المضاربة" بين المتعاملين، مشيرًا إلى أن هذا العامل لعب دورًا جوهريًا في دفع المؤشر نحو الصعود مؤخرًا وسط موجة تداول نشطة في عدد من الأسهم والحقوق المرتبطة بها.
وأوضح الغفيلي خلال مداخلة إذاعية ضمن برنامج "السوق" على أثير "العربية إف إم"، أن جزءًا كبيرًا من المضاربين عادوا إلى السوق خلال الفترة الحالية، بدافع من الفرص المتاحة في بعض أدوات الاستثمار القصيرة الأجل، وعلى رأسها حقوق الأولوية، مؤكدًا أن السوق شهد تحركات لافتة في تداول حقوق شركة "أكوا باور"، وهو ما اعتبره مؤشرًا صريحًا على عودة الزخم المضاربي.
وبيّن الغفيلي أن تداول حقوق السهم يمنح حامله الحق في شراء السهم الأساسي من خلال دفع ما يُعرف بـ"قيمة الحق"، كما أن هذا الحق مرتبط بإطار زمني قصير يمتد حتى جلسة الأحد القادمة فقط، الأمر الذي يحفز على اتخاذ قرارات استثمارية سريعة، إما بالاكتتاب أو البيع قبل انقضاء فترة السماح، وهو ما يخلق بيئة خصبة للمضاربة المكثفة.
وحذر المحلل من المخاطر العالية المرتبطة بالمضاربة في هذه الحقوق، حيث تتسم هذه الأدوات بتقلبات حادة ومخاطر مرتفعة، تتطلب من المستثمرين إدراك طبيعتها وأخذ الحيطة قبل الدخول في مثل هذه العمليات، مضيفًا أن المضاربة في الأسواق المالية قد تكون محفزة في بعض الأحيان لكنها تتطلب وعيًا استثماريًا كبيرًا لتفادي الخسائر غير المتوقعة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الأسواق السعودية حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين، وسط تطورات محلية وإقليمية تؤثر على حركة السيولة والمزاج الاستثماري، الأمر الذي يجعل من تصريحات الخبراء وتحليلاتهم أدوات إرشادية مهمة لفهم الديناميكيات اليومية التي تحكم السوق.