تلقى نادي الهلال السعودي صدمة قوية في سوق الانتقالات الصيفية، بعدما انتهت مفاوضاته مع النجم النيجيري فيكتور أوسيمين دون الوصول إلى اتفاق نهائي، ليقرر المهاجم الدولي الاستمرار في الملاعب الأوروبية عبر بوابة جالطة سراي التركي.
وكان الهلال قد دخل في مفاوضات متقدمة مع إدارة نابولي الإيطالي لضم أوسيمين، في خطوة تهدف لتعويض الرحيل المحتمل للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، إلا أن المفاوضات اصطدمت برفض اللاعب التام لفكرة الانتقال إلى الدوري السعودي في الوقت الحالي.
وأفادت صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية أن أوسيمين لم يُبدِ أي حماس لفكرة مغادرة أوروبا رغم العرض الضخم الذي قدمه الهلال، حيث ظل متمسكًا بخوض تحديات تنافسية أعلى في الدوريات الكبرى، رافضًا عدة محاولات لإقناعه بتغيير وجهته.
المصادر ذاتها كشفت أن إدارة نابولي لم تعارض فكرة بيع اللاعب إلى الهلال، بل كانت على استعداد تام للموافقة على العرض السعودي، لكنها فوجئت بإصرار أوسيمين على استكمال مسيرته الكروية في القارة العجوز وتحديدًا في الدوري التركي.
وأوضحت الصحيفة الإيطالية أن جالطة سراي دخل بقوة على خط الصفقة، حيث أرسل نائب رئيس النادي جورج جاردي إلى إيطاليا لعقد اجتماع مباشر مع مسؤولي نابولي في مدينة ميلانو من أجل التفاوض حول قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب.
وأكدت "لاجازيتا" أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على سداد قيمة الشرط الجزائي البالغ 75 مليون يورو على دفعات متعددة، وهو ما لقي قبولًا من نابولي في ظل رغبتهم بإنهاء ملف اللاعب الذي أبدى عدم رغبته في الاستمرار مع النادي.
وسيتقاضى أوسيمين راتبًا سنويًا يقدر بـ 16 مليون يورو مع جالطة سراي، وهو مبلغ أقل من عرض الهلال لكن المهاجم النيجيري فضل البقاء في أوروبا على الانتقال لدوري روشن للمحترفين رغم الإغراءات المالية الكبيرة التي حصل عليها.
وتشير التوقعات إلى أن الهلال كان مستعدًا لدفع الشرط الجزائي نقدًا ودون تقسيط، في إطار سعيه الحثيث لحسم الصفقة سريعًا وإضافة اسم هجومي عالمي إلى صفوف الفريق قبل انطلاق الموسم المقبل محليًا وقاريًا.
ويُعد أوسيمين من أبرز المهاجمين في أوروبا خلال المواسم الماضية، إذ قاد نابولي لتحقيق لقب الدوري الإيطالي وسجل أهدافًا حاسمة في دوري الأبطال، ما جعله محط اهتمام أندية أوروبية كبرى إلى جانب الهلال والقادسية من السعودية.
الهلال الذي كان يطمح لتكرار نجاح تجربة ميتروفيتش، وجد نفسه أمام قرار اللاعب الذي قلب موازين الصفقة، رغم أن الاتفاق مع النادي الإيطالي كان شبه محسوم لولا الموقف النهائي من أوسيمين نفسه في اللحظات الأخيرة.
هذه التطورات تسببت في حالة من الإحباط داخل أروقة الهلال، الذي كان يعوّل كثيرًا على ضم أوسيمين لقيادة هجوم الفريق، خاصة أن المدرب الجديد وضعه على رأس قائمة أولوياته الفنية في سوق الانتقالات الصيفي.
ورغم خسارة الصفقة، إلا أن إدارة الهلال تؤكد استمرار تحركاتها في الميركاتو، حيث تواصل دراسة أسماء بديلة قادرة على ملء الفراغ الهجومي وقيادة الفريق في منافسات دوري أبطال آسيا والسوبر السعودي والدوري المحلي.
ويأتي فشل المفاوضات في وقت يتصاعد فيه الصراع بين الأندية السعودية الكبرى على الأسماء الأوروبية، حيث تسعى هذه الأندية إلى تدعيم صفوفها بنجوم الصف الأول وسط منافسة محتدمة مع أندية تركية وإيطالية وإسبانية.
وتحسّر مسؤولو نابولي على ضياع عرض الهلال المغري، إذ كانت قيمة الصفقة ستضخ مبلغًا كبيرًا في خزائن النادي دفعة واحدة، عكس الاتفاق التركي الذي ينص على سداد المبلغ عبر أقساط طويلة تمتد لعدة سنوات.
وبات من المؤكد الآن أن أوسيمين سيظهر بقميص جالطة سراي في الموسم المقبل، ليكون أحد أبرز تعاقدات الفريق التركي الذي يواصل تعزيز صفوفه استعدادًا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا والمنافسة على لقب الدوري المحلي.