كشفت الإدارة العامة للمرور عن ضبط (2392) مركبة مخالفة توقفت في الأماكن المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك ضمن حملة ميدانية شاملة نُفذت في مختلف مناطق المملكة، بهدف تعزيز الوعي المروري وضمان احترام حقوق الفئات المستفيدة من تلك المواقف النظامية.
وأوضحت الإدارة أن المركبات المضبوطة تم رصدها خلال تنفيذ الحملة الرقابية التي تستهدف الوقوف غير المبرر في المواقع المخصصة لذوي الإعاقة، والتي تُعد من المخالفات المرورية الجسيمة التي تؤثر سلبًا على راحة وسلامة أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وبيّنت أن الحملة تأتي ضمن جهود المرور المستمرة لتكريس ثقافة احترام الأنظمة المرورية، وفرض الانضباط في المواقف الخدمية ذات الطابع الإنساني، مؤكدة أن تلك المواقع جرى تخصيصها بهدف تسهيل تنقلات ذوي الإعاقة وضمان وصولهم الآمن إلى المرافق العامة والخاصة.
وأشار الحساب الرسمي للمرور السعودي عبر منصة "إكس" إلى أن عمليات الضبط شملت المركبات التي استخدمت تلك المواقع دون وجود لوحة أو بطاقة إثبات توضح أهلية الاستخدام، وهو ما يخالف التعليمات ويستوجب اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين.
وأهابت الإدارة العامة للمرور بجميع السائقين ومستخدمي المركبات إلى ضرورة التعاون مع الجهات المرورية والالتزام التام بالقواعد المعمول بها في نظام المرور، لا سيما ما يتعلق بالمواقف الإنسانية التي تُعد من أبسط صور التقدير لأصحاب الهمم.
وأكدت أن احترام تلك المساحات المخصصة هو تعبير عن الوعي المجتمعي، ويعكس مدى تحضر السائقين والتزامهم بالقيم المرورية التي تستند إلى النظام والاحترام المتبادل بين جميع مستخدمي الطريق، خصوصًا الفئات التي تحتاج إلى رعاية وخصوصية أكبر.
وشددت الإدارة على أن فرق الرقابة الميدانية تواصل عملها بشكل يومي، في مختلف المواقع العامة، والمجمعات التجارية، والمستشفيات، والمرافق الحكومية، ضمن خطة رقابية دقيقة تهدف إلى تقليل المخالفات وتعزيز الانضباط.
كما نوّهت إلى أن من يُضبط مخالفًا يتم تحرير مخالفة مرورية بحقه حسب ما نصت عليه اللوائح، وقد تصل الغرامة في بعض الحالات إلى الحد الأعلى المسموح به نظامًا، خاصة إذا تكررت المخالفة أو تسببت في إعاقة فعلية لاستخدام المواقف من قبل أصحابها الشرعيين.
وتسعى الإدارة من خلال هذه الحملات إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الالتزام بالمواقف المخصصة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية الفردية تجاه حقوق الآخرين، خاصة تلك المرتبطة بذوي الإعاقة الذين يواجهون تحديات يومية تتطلب تعاون المجتمع معهم.
وأكدت أن الحملات الميدانية مستمرة، ولن تتهاون مع أي مخالفة تُرتكب في هذا السياق، داعية الجميع إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات يتم رصدها في هذا الشأن، وذلك من خلال الوسائل المعتمدة للتواصل مع المرور.
وتؤكد هذه الإجراءات على التوجه الوطني نحو تمكين ذوي الإعاقة، وضمان حقوقهم في الوصول والتنقل بكل يُسر وسهولة، وهو ما يتطلب من كل فرد في المجتمع أن يراعي ذلك في ممارساته اليومية.
وتعتبر المواقف المخصصة لأصحاب الإعاقة جزءًا من البنية التحتية الذكية، التي يجب التعامل معها بحس من المسؤولية، فهي لا تُمنح اعتباطًا، بل تأتي ضمن نظام متكامل يسعى لضمان العدالة وسهولة الحركة لكل الفئات.
وتهدف الجهات المختصة من خلال هذه الرقابة إلى بناء بيئة مرورية عادلة وآمنة، يتم فيها احترام الأولويات، ويُراعى فيها أصحاب الاحتياجات، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تمكين كل فئات المجتمع وتحقيق جودة حياة شاملة.
وتجدد الإدارة العامة للمرور دعوتها لجميع المواطنين والمقيمين بأن يكونوا عونًا في تعزيز السلوكيات الإيجابية، والحرص على عدم إشغال المواقف إلا من قبل مستحقيها، لما في ذلك من احترام للنظام ولمبادئ التكافل الاجتماعي.