وكالة الفضاء السعودية
وكالة الفضاء السعودية تطلق تجارب طلابية للفضاء
كتب بواسطة: محمد بن سالم |

أعلنت وكالة الفضاء السعودية عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس" عن إجراء مجموعة من التجارب العلمية الطلابية على متن محطة الفضاء الدولية، في خطوة تهدف إلى استكشاف آفاق الزراعة في الفضاء وتمكين الجيل القادم من المبدعين في مجالات العلوم والتقنية.

وتندرج هذه التجارب ضمن مسابقة "الفضاء مداك" التي أطلقتها الوكالة سابقًا، حيث جرى تنفيذ 10 تجارب فائزة تم اختيارها بعناية من بين آلاف المشاركات، وهي الآن تُجرى فعليًا في بيئة الفضاء الخارجي بواسطة رواد الفضاء ضمن مهمة دولية انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية نحو محطة الفضاء الدولية.

وتهدف هذه المسابقة العلمية إلى تحفيز الإبداع والابتكار لدى الطلبة في السعودية والعالم العربي، عبر توظيف الفضاء كمختبر عملي لصياغة حلول علمية تطبيقية، تلامس مستقبلاً أكثر تقدمًا في مجالات الغذاء والبيئة والطب والفيزياء وغيرها من فروع المعرفة.

وقد شهدت المسابقة مشاركة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، موزعين على ثلاثة مسارات رئيسية، شملت الهندسة ونمو النبات بالإضافة إلى المجال الفني، في تنوع يعكس اتساع الأفق الذي تسعى وكالة الفضاء السعودية إلى ترسيخه لدى الأجيال الصاعدة.

وأكدت الوكالة أن الاختبارات التي تُجرى على متن المحطة الفضائية تستند إلى معايير علمية دقيقة، وتمثل خلاصة أبحاث وابتكارات طلابية نابعة من بيئات تعليمية سعودية وعربية، حرصت على التفاعل الجاد مع التحديات التقنية والبيئية التي تواجه الحياة في الفضاء.

ومن بين التجارب التي تم اختيارها هناك تجارب تهدف إلى دراسة كيفية نمو النباتات في بيئة منخفضة الجاذبية، وأخرى تبحث في سلوك الجذور والبذور تحت ظروف مختلفة، بالإضافة إلى ابتكارات هندسية تساعد في تحسين بيئة العيش لرواد الفضاء مستقبلًا.

كما تضمنت المشاركات أعمالًا فنية تجريبية تسعى لاستكشاف تأثير البيئة الفضائية على الإبداع البصري، في مبادرة نادرة تربط بين الفن والفضاء وتمنح الطلبة فرصة غير مسبوقة لتجربة حدود الخيال العلمي بشكل مباشر.

وشددت وكالة الفضاء السعودية على أهمية هذا الإنجاز كونه يمثل تأكيدًا لدور المملكة الريادي في قطاع الفضاء إقليميًا، ويُجسد رؤية المملكة 2030 في تعزيز الاستثمارات العلمية وتمكين الكفاءات الوطنية من التفاعل مع كبرى التحديات العالمية.

وتعكس هذه الخطوة مستوى التقدم التقني والمعرفي الذي بلغه قطاع التعليم والبحث العلمي في المملكة، إلى جانب الإيمان العميق بأهمية تمكين الشباب وتمهيد الطريق أمامهم للابتكار في ميادين كانت قبل سنوات قليلة حكرًا على نخبة محدودة من الدول.

ويُنتظر أن تُعلن وكالة الفضاء السعودية في المراحل المقبلة عن نتائج هذه التجارب وتحليلها، لتقديم خلاصات علمية يمكن البناء عليها في أبحاث مستقبلية تهدف إلى تطوير الزراعة في الفضاء كمفهوم واعد يدعم الاستدامة على الأرض وخارجها.

كما تهدف التجربة إلى دعم برامج الاستكشاف البشري للفضاء عبر تقديم حلول واقعية ومبسطة لمشكلات الغذاء والطاقة والمياه، وهي تحديات تمثل محور الاهتمام في البعثات العلمية طويلة الأمد.

وأعربت الوكالة عن فخرها بالمستوى الرفيع الذي أظهره الطلبة المشاركون، مؤكدة أن الإبداع في الفضاء لا يرتبط بالعمر أو الخبرة بقدر ما يرتبط بالخيال والطموح والاستعداد للمغامرة العلمية.

وتعمل الوكالة بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في أبحاث الفضاء، لضمان التكامل العلمي والتقني للتجارب، ما يفتح آفاقًا مستقبلية لمزيد من الشراكات مع الوكالات العالمية ويعزز حضور المملكة في المنصات الفضائية الدولية.

ويمثل هذا المشروع خطوة جديدة نحو صناعة فضاء وطنية متقدمة تعتمد على بناء الكفاءات المحلية وتوسيع نطاق المعرفة العلمية، بما يُمهّد الطريق أمام السعوديين والعرب ليكونوا جزءًا فعالًا من سباق استكشاف الكون.