كشفت إدارة التطوع الصحي بتجمع جازان الصحي عن تنفيذها 913 فرصة تطوعية خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما أسهم في تحقيق أكثر من 700 ألف ساعة تطوعية على أرض الواقع، ضمن جهود مكثفة لنشر وتعزيز ثقافة التطوع في المجال الصحي بالمنطقة.
وأوضحت الأستاذة رحمة بهكلي، مديرة الإدارة، أن عدد الساعات المسجلة بلغ تحديدًا 700136 ساعة تطوعية، ساهم في إنجازها 21171 متطوعًا ومتطوعة، من مختلف التخصصات والمجالات، قدموا جهودهم عبر مبادرات متنوعة شملت الجوانب الوقائية والعلاجية والخدمات المساندة.
وبيّنت بهكلي أن هذه المبادرات التطوعية أسهمت في خدمة ما يزيد عن 898 ألف مستفيد في مناطق مختلفة داخل نطاق خدمات التجمع الصحي بجازان، مما يعكس الأثر الإيجابي المتنامي للمشاركة المجتمعية الفاعلة في تحسين جودة الخدمات الصحية.
وأضافت أن العمل التطوعي لم يكن مقتصرًا على جانب واحد، بل تنوعت فرصه بشكل مدروس، حيث بلغ عدد الفرص المنفذة في المجال العلاجي 320 فرصة، بينما سُجّلت 280 فرصة في الجانب الوقائي، مقابل 313 فرصة مخصصة للخدمات المساندة التي تدعم البنية التشغيلية للقطاع الصحي.
وأشارت إلى أن إدارة التطوع تسعى من خلال هذه البرامج إلى تفعيل مفهوم التطوع الصحي بشقيه الفردي والمؤسسي، وذلك من خلال استقطاب الكفاءات والمهتمين في مختلف التخصصات، وتوفير بيئة محفزة تضمن لهم التفاعل المستمر والدعم اللازم.
وأكدت أن أحد أبرز أهداف الإدارة هو نشر وتعزيز ثقافة التطوع الصحي بين أفراد المجتمع، ودمجها ضمن القيم العامة، من خلال إبراز الأدوار المؤثرة للمتطوعين في تحسين تجربة الرعاية الصحية، وتعزيز جودة حياة المستفيدين في مرافق الرعاية المختلفة.
كما شددت بهكلي على أن الجهود التطوعية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة الرعاية الصحية الحديثة، وأن تطورها لا يمكن أن يتحقق دون شراكة حقيقية بين الجهات الحكومية والقطاعات الأهلية وغير الربحية، فضلًا عن دعم الأفراد الطامحين إلى خدمة مجتمعهم.
ودعت مديرة إدارة التطوع الصحي جميع الراغبين في تقديم خدماتهم التطوعية إلى التسجيل في منصة التطوع الصحي، وهي المنصة الإلكترونية الموحدة التي أُنشئت لربط المتطوعين بالجهات المقدمة للفرص التطوعية بطريقة منظمة وشفافة تضمن توثيق الجهود.
وأضافت أن المنصة توفّر عدة خدمات مهمة، مثل تسجيل بيانات المتطوع واستعراض الفرص التطوعية المتاحة، بالإضافة إلى الالتحاق بالدورات التدريبية والتواصل مع مشرفي المبادرات، وإصدار الشهادات المعتمدة للعمل التطوعي بعد إتمام المهام المطلوبة.
وأكدت أن التحاق المتطوعين بهذه المنصة يتيح لهم متابعة تطورهم المهني في المجال التطوعي، كما يسهم في تسهيل عمليات الفرز والاختيار وتوزيع الكفاءات وفق الأولويات الميدانية، مع ضمان حفظ الحقوق وساعات العمل المسجلة لكل متطوع.
ويُعد ما تم تحقيقه في نصف عام 2025 مؤشرًا واعدًا على ارتفاع وتيرة العمل التطوعي في القطاع الصحي، لا سيما في منطقة جازان التي تتميز بتعدد مبادراتها وشمولية برامجها، الأمر الذي يعكس كفاءة التنظيم وتكامل الأدوار بين الجهات المعنية.
وتتماشى هذه الجهود بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أولت أهمية كبيرة لتطوير منظومة العمل التطوعي في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يُعد من أكثر المجالات حاجةً للدعم المجتمعي.
وتهدف رؤية 2030 إلى رفع عدد المتطوعين في المملكة إلى مليون متطوع سنويًا، مع تحسين فاعلية البرامج المطروحة، وتحقيق الاستدامة للمبادرات التطوعية، وتوسيع نطاق تأثيرها ليشمل مختلف الفئات والمجتمعات في كل المناطق.
وتسعى إدارة التطوع الصحي بتجمع جازان إلى أن تكون من الجهات الرائدة في المجال، عبر توسيع قاعدة المتطوعين وتقديم برامج نوعية ترتكز على الاحتياج الحقيقي للمنشآت والمستفيدين، ما يجعل من العمل التطوعي ركيزة فعالة ضمن منظومة الرعاية المتكاملة.
واختتمت بهكلي حديثها بالتأكيد على أن دعم العمل التطوعي ليس فقط مسؤولية حكومية، بل هو واجب مجتمعي، يستلزم تعاون الأفراد والمؤسسات لبناء مجتمع صحي قادر على تجاوز التحديات، وتحقيق التميز في مختلف مجالات التنمية.