تتجه الأنظار مجددًا إلى سوق الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي، بعد أن تصدرت أنباء اقتراب النجم البرازيلي مالكوم أوليفيرا من الانتقال إلى نادي النصر، وسط أجواء مشحونة داخل نادي الهلال، الذي يبدو أنه يسير نحو إعادة هيكلة فنية في تشكيلته، خاصة على صعيد اللاعبين الأجانب، في خطوة قد تضع حدًا لمسيرة الجناح البرازيلي داخل أروقة "الزعيم".
ومالكوم، القادم إلى الهلال في صيف العام الماضي قادمًا من زينيت سانت بطرسبرغ الروسي، لم ينجح على ما يبدو في الانسجام الكامل مع محيطه الجديد، فرغم بعض اللمحات الفنية التي قدمها خلال موسمه الأول، إلا أن التوترات الأخيرة أثبتت أن العلاقة بينه وبين الإدارة وصلت إلى نقطة يصعب تجاوزها، ما فتح الباب أمام احتمالات رحيله في فترة الانتقالات الجارية.
وكان الشرارة الأولى لهذا التوتر ما وقع عقب مباراة الهلال وفلومينينسي البرازيلي، ضمن بطولة ودية، حيث دخل مالكوم في مشادة لفظية مع أحد مشجعي الفريق في المدرجات، وهو تصرف أثار استياء جماهير النادي بشكل واسع، وسرعان ما ترددت أصداؤه داخل أروقة الإدارة التي بدأت بإعادة النظر في مستقبل اللاعب مع الفريق.
والتقارير الواردة من الصحافة الرومانية، وتحديدًا من صحيفة "sport.ro"، أكدت أن مالكوم أصبح بالفعل ضمن دائرة اهتمام نادي النصر، حيث يراقب مسؤولو العالمي وضع اللاعب عن كثب، تمهيدًا لإمكانية تقديم عرض رسمي خلال الفترة المقبلة، مستفيدين من حالة التوتر الحالية، وعدم رغبة الهلال في استمراره حتى نهاية عقده.
ويمتد عقد مالكوم مع الهلال حتى 30 يونيو 2027، ما يعني أن أي مفاوضات رسمية مع اللاعب لا يمكن أن تتم دون العودة إلى ناديه الحالي قبل يناير 2026، بحسب لوائح الفيفا، لكن ذلك لم يمنع من تصاعد التكهنات حول مستقبل اللاعب، خاصة أن الهلال يدرس خيار البيع لتحسين جودة تشكيلته الأجنبية وفقًا لما أشارت إليه عدة تقارير محلية.
ومالكوم الذي تبلغ قيمته السوقية 22 مليون يورو بحسب موقع "ترانسفير ماركت"، يعتبر من الأسماء ذات الثقل الفني، حيث يمتلك سيرة ذاتية قوية شملت محطات في أندية أوروبية كبيرة مثل برشلونة الإسباني وبوردو الفرنسي، إلا أن تجربته في السعودية لم تكن مستقرة، بل شهدت تذبذبًا في الأداء، وتراجعًا في مستوى التأثير داخل المباريات الحاسمة.
وتشير المعطيات إلى أن الهلال، رغم سعيه في الصيف الماضي لتكوين تشكيلة تضم نجومًا عالميين، إلا أنه لم يحقق التوازن الكامل بعد، حيث واجه انتقادات من بعض الجماهير بسبب ضعف التناغم بين بعض العناصر، وهو ما دفع الإدارة إلى التفكير في الاستغناء عن بعض اللاعبين، من أجل ضخ دماء جديدة تعيد الفريق إلى مساره الطبيعي.
ومن جهة أخرى، فإن نادي النصر الذي أبدى اهتمامًا واضحًا بضم مالكوم، يواصل سياسة دعم صفوفه بنجوم قادرين على إحداث فارق حقيقي، خصوصًا في ظل طموحه المتزايد لتحقيق البطولات المحلية والقارية، ما يجعل من التعاقد مع لاعب بحجم مالكوم خيارًا جذابًا، خاصة إذا تمت الصفقة بالشروط المناسبة للطرفين.
وكانت جماهير الهلال قد عبّرت بشكل واضح عن استيائها من تصرف مالكوم في اللقاء الودي، معتبرة أن سلوك اللاعب لا يتناسب مع قيمة الشعار الذي يمثله، فيما ذهب بعض المراقبين إلى أن تلك الواقعة لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر العلاقة المتوترة أساسًا بين اللاعب والإدارة الفنية، التي ترى أن الأداء لم يرقَ إلى مستوى الطموح.
وقد أعطت إدارة الهلال إشارات ضمنية في وقت سابق على نيتها إعادة النظر في بعض الصفقات، ومال إلى الاعتقاد أن هناك اتجاها للاستغناء عن لاعبين لم يحققوا الإضافة المتوقعة، رغم حجم الاستثمار الكبير الذي ضُخ من أجل بناء فريق يليق بآمال الجماهير والمنافسة على كل الجبهات.
وفي حال إتمام الصفقة مع النصر، ستكون هذه الخطوة مثيرة للجدل، ليس فقط بسبب قيمة اللاعب الفنية، ولكن لأنها ستأتي ضمن مسلسل الانتقالات الساخن بين أندية القمة في السعودية، وهو ما سيعيد إلى الأذهان انتقالات مشابهة أثارت الجدل وأشعلت المنافسة داخل الدوري المحلي.
ويبقى الترقب سيد الموقف، وسط تكتم رسمي من الأطراف المعنية، حيث لم تصدر بعد أي بيانات تؤكد أو تنفي احتمالية انتقال مالكوم إلى النصر، إلا أن لغة الأحداث وتصاعد الحديث في الصحافة الرياضية قد تكون مؤشرًا واضحًا على قرب اتخاذ القرار النهائي.
ومن المرجح أن يكون هذا الانتقال، في حال حدوثه، خطوة جديدة في مسار تطور الدوري السعودي، الذي يشهد منذ مواسم عدة استقطابًا لافتًا لنجوم عالميين، ضمن مشروع طموح يسعى إلى رفع جودة المنافسة وزيادة الحضور الإعلامي والتسويقي عالميًا.