سوق الأسهم السعودية
السوق السعودية تتراجع 0.22% مع تذبذب أرامكو وترقب نتائج الشركات الكبرى
كتب بواسطة: مختار العسلي |

استهلت سوق الأسهم السعودية تعاملات اليوم الاثنين على تراجع طفيف وسط حالة من الحذر والترقب تسيطر على المستثمرين مع بدء موسم إعلان النتائج المالية للشركات، وفي ظل انتظار قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة الذي قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة للأسواق العالمية.

المؤشر الرئيسي للسوق "تاسي" هبط في بداية الجلسة بنسبة 0.22% ليصل إلى مستوى 11228 نقطة، وسط تذبذب واضح في أداء بعض الأسهم القيادية، في مقدمتها سهم "أرامكو" الذي لا يزال يشكل ثقلاً مؤثرًا على حركة المؤشر العام في السوق السعودية.

ورغم تراجع المؤشر، كان لصعود بعض الأسهم القيادية الأخرى أثر في تقليص الخسائر، أبرزها سهم "أكوا باور" الذي واصل انتعاشه بعد أيام من التقلبات الحادة التي رافقت جلساته السابقة، إضافة إلى أسهم "المتقدمة للبتروكيماويات"، و"جرير للتسويق"، و"مصرف الإنماء".

وشهد سهم "أكوا باور" دعمًا ملحوظًا بعد إعلان الشركة توقيع اتفاقيات شراء طاقة مع تحالف دولي باستثمارات تصل إلى 31 مليار ريال، في خطوة تعزز من استراتيجية الشركة في التوسع بمجال الطاقة المتجددة والمشاريع الكبرى.

التداولات في السوق لا تزال تسير في إطار حذر وسط ترقب النتائج المالية المنتظرة من الشركات الكبرى، مع توقعات بأن تظل السوق تتحرك بين مستويات 11100 و11400 نقطة إلى حين اتضاح صورة الأرباح وقرار الفيدرالي، وفقًا لما أكده غسان الذكير، الرئيس التنفيذي لشركة معيار المالية.

الذكير أوضح في مداخلة مع قناة "الشرق" أن حالة الترقب السائدة تتزامن مع انتظار المستثمرين لما سيعلنه رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول لاحقًا هذا الشهر بشأن السياسة النقدية وحالة الاقتصاد الأميركي، وهي أمور ستحدد مسار الأسواق الناشئة بما فيها السعودية.

كما استبعد الذكير أن يكون للتصعيد التجاري العالمي تأثير ملحوظ على السوق السعودية، رغم ما خلفه إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من موجة قلق في الأسواق الآسيوية بعد فرضه مزيدًا من الرسوم الجمركية على عدة دول منها كندا والبرازيل والجزائر.

أما في قطاع البتروكيماويات الذي واجه صعوبات كبيرة خلال العامين الماضيين بسبب انخفاض الأسعار العالمية وتراجع الطلب، فقد حملت نتائج شركة "المتقدمة للبتروكيماويات" بشرى إيجابية مع قفزة لافتة في أرباحها الفصلية بنسبة 95%.

الشركة أعلنت أن صافي أرباحها في الربع الثاني من العام الجاري بلغ 82 مليون ريال، مقابل أرباح أقل بكثير في نفس الفترة من العام الماضي، مشيرة إلى أنها لم تتكبد أي خسائر دفترية في قيمة استثماراتها، مقارنة مع خسائر بلغت 30% في الربع المماثل من 2023.

النتائج الجيدة جاءت مدعومة بتوسع الشركة في أعمالها وتحسن تقييم الاستثمارات القائمة، الأمر الذي ساعد في تحسين الإيرادات وجعل تكاليف الاستثمار أقل من التوقعات، وفقًا لما أكده ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية".

الخالدي أضاف في تصريحاته لقناة "الشرق" أن هذه النتائج تمثل إشارة قوية لقطاع البتروكيماويات، لا سيما بعد سلسلة الخسائر التي تعرضت لها أسهم القطاع خلال الفترة الماضية والتي تجاوزت نسبتها 40% في بعض الحالات.

ورغم التحسن الملموس في نتائج بعض الشركات، استبعد الخالدي أن تؤدي هذه النتائج وحدها إلى إحداث تحول جذري في مسار القطاع أو في حركة السوق ككل، مشيرًا إلى أن الوضع لا يزال يتطلب المزيد من المؤشرات الإيجابية لاستعادة الزخم الاستثماري.

في المقابل، يواصل المستثمرون مراقبة تحركات السوق بحذر شديد في ظل التحديات العالمية المتصاعدة، بدءًا من قرارات الفيدرالي الأميركي ووصولًا إلى التوترات التجارية المتجددة، وهو ما يعزز من أهمية المتابعة الدقيقة للبيانات المالية المنتظرة.

ويرى خبراء السوق أن نتائج الشركات السعودية الكبرى، خاصة تلك التي لم تفصح بعد عن أدائها المالي، ستكون عامل الحسم في تحديد اتجاه السوق خلال الأسابيع المقبلة، مع إمكانية استعادة المؤشر لمستويات أقوى إذا ما جاءت النتائج عند أو فوق التوقعات.

كما أن عودة السيولة إلى السوق بشكل أقوى تظل مرهونة بتحسن الثقة العامة في السوق، وهو ما يتطلب استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية وتوافر رؤية واضحة بشأن مستقبل أسعار الفائدة عالميًا ومحليًا.

في السياق ذاته، يراقب المستثمرون حركة سهم "أرامكو" كأحد أهم المؤثرين في "تاسي"، في ظل التذبذبات التي يشهدها السهم مؤخرًا نتيجة التغيرات في أسعار النفط والأسواق العالمية، والتي لا تزال تحكم توجهات شريحة كبيرة من المستثمرين.

ويبقى السوق السعودي رغم التحديات في موقع جيد نسبيًا بالنظر إلى الأسس الاقتصادية القوية للمملكة، واستمرارها في تنفيذ مشاريع رؤية 2030 التي من شأنها تعزيز التنوع الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.