نجم الهلال السعودي، البرازيلي ماركوس ليوناردو.
رغم تساوي الأهداف .. قرار مفاجئ من فيفا يُبعد نجم الهلال عن لقب الهداف
كتب بواسطة: محمد خالد |

في خطوة أثارت الكثير من الجدل والاستغراب بين الجماهير، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن تتويج لاعب ريال مدريد الإسباني جونزالو جارسيا بلقب هداف بطولة كأس العالم للأندية، رغم تساويه في عدد الأهداف مع عدد من اللاعبين الآخرين، وعلى رأسهم نجم الهلال السعودي، البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي قدّم أداءً لافتًا خلال مشوار فريقه في البطولة، وسجّل أربعة أهداف، إلا أن هذا لم يشفع له لنيل الجائزة المنتظرة.

وقد جاء إعلان "فيفا" ليضع حدًا للتكهنات بشأن هوية اللاعب المتوّج بجائزة الهداف، غير أنه فتح في المقابل بابًا واسعًا للتساؤلات والانتقادات، خاصة من جماهير الهلال التي شعرت بأن نجم فريقها حُرم من جائزة مستحقة، بعد أن قدم عروضًا هجومية مميزة، ونجح في هز الشباك أربع مرات، ليضع نفسه ضمن قائمة أفضل هدافي البطولة.

والسبب وراء استبعاد ماركوس من التتويج بالجائزة، بحسب ما أوضحه الاتحاد الدولي، يعود إلى معيار إضافي يتم اللجوء إليه في حال تساوي أكثر من لاعب في عدد الأهداف، حيث تُحتسب أفضلية لصالح اللاعب الذي يسهم بصناعة أهداف حاسمة إلى جانب تسجيله، وهو ما تحقق لصالح جونزالو جارسيا، الذي صنع هدفًا حاسمًا في مباراة فريقه أمام باتشوكا المكسيكي.

وفي المقابل، لم يسجل ماركوس ليوناردو أي مساهمة هجومية أخرى غير الأهداف الأربعة التي أحرزها، إذ لم ينجح في تقديم تمريرة حاسمة واحدة لزملائه، وهو ما جعله يتأخر في التقييم النهائي رغم التكافؤ العددي، وهو الأمر الذي لم يكن معروفًا على نطاق واسع بين الجمهور، ما جعل الإعلان الرسمي يبدو صادمًا لدى شريحة واسعة من المتابعين.

وقد أكدت تقارير صحفية مطلعة أن هذه المعايير تُعد جزءًا من النظام الرسمي المعتمد لدى "فيفا"، ويتم تطبيقها تلقائيًا في جميع بطولات الاتحاد، بما في ذلك كأس العالم للأندية، حيث يتم ترتيب اللاعبين عند تساوي عدد الأهداف بالاعتماد على عدد التمريرات الحاسمة، ثم دقائق اللعب، ثم المشاركة الجماعية في نتائج الفريق، وفق معايير محددة سلفًا.

والجدير بالذكر أن الهلال السعودي شارك في النسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية وظهر بمستوى مشرف، إلا أنه خرج من الدور ربع النهائي، بعد خسارته أمام فريق فلومينينسي البرازيلي بهدفين مقابل هدف واحد، في مباراة مثيرة كانت تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، خاصة في ظل تطلعات الهلاليين للمضي قدمًا نحو النهائي.

وفي ذات السياق، توّج نادي تشيلسي الإنجليزي بلقب البطولة بعد فوزه العريض على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف دون مقابل، في المباراة النهائية التي أُقيمت مساء أمس، ليضيف لقبًا جديدًا إلى سجل إنجازاته القارية، ويُثبت تفوقه في المحافل الدولية بعد أداء مميز وثابت طوال البطولة.

وماركوس ليوناردو كان قد خطف الأنظار بأدائه المميز منذ أولى مباريات الهلال في البطولة، حيث أظهر قدرات هجومية عالية، وتحركات ذكية داخل منطقة الجزاء، ما جعله مرشحًا بقوة لنيل جائزة الهداف، قبل أن تتجه البوصلة نحو جونزالو جارسيا بفضل تمريرته الحاسمة التي حسمت التقييم النهائي لصالحه.

ورغم خسارته للقب الهداف، إلا أن ماركوس كسب احترام الجماهير والمتابعين، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بأدائه، واعتبروه أحد أفضل اللاعبين الذين مثّلوا الهلال في البطولة الأخيرة، بل وذهب البعض إلى وصفه بأنه مستقبل الهجوم الهلالي، خاصة في ظل قدراته المتنوعة وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص.

وكانت جماهير الهلال قد أعربت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابها الشديد من قرار "فيفا"، خاصة مع غياب التوضيح الفوري عند إعلان النتيجة، وهو ما فسّره البعض على أنه تقصير في التواصل، بينما دافع آخرون عن القرار مؤكدين أن اللوائح واضحة وأن التقييم كان نزيهًا.

ومن اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول معايير منح الجوائز الفردية في البطولات الدولية، حيث تكررت في مناسبات عدة انتقادات تتعلق بتفضيل لاعبين على آخرين بناءً على معايير غير مفهومة لدى الجمهور، ما يدفع بالمطالبة بالمزيد من الشفافية والتوضيح المسبق للمعايير الفنية.

ومن جانبه، لم يصدر أي تعليق رسمي من إدارة الهلال حتى الآن بشأن قرار "فيفا"، كما لم يُدلِ ماركوس ليوناردو بتصريحات حول حرمانه من الجائزة، الأمر الذي جعل التكهنات تتزايد حول ما إذا كان النادي سيطلب توضيحات رسمية من الجهة المنظمة أو سيكتفي بالمتابعة دون تصعيد.

وفي ظل الزخم الكبير الذي أحدثه القرار، باتت جائزة الهداف أكثر من مجرد تكريم فردي، بل أصبحت تمثل بُعدًا رمزيًا يرتبط بمكانة اللاعب والفريق في المحافل العالمية، وهو ما يعكس حجم التنافس الحاد داخل البطولة، وأهمية كل تفصيل يُحتسب في سجلات التاريخ الرياضي.

ورغم الجدل الدائر، إلا أن التتويج بالجائزة يبقى خاضعًا لأطر قانونية ومعايير واضحة، وقد يكون هذا الحدث دافعًا إضافيًا للهلال ونجومه لتقديم الأفضل في المشاركات المقبلة، واستهداف الألقاب الفردية والجماعية بكل حزم وجدية.