أنهى نادي النصر الجدل الدائر حول مشاركته في بطولة كأس السوبر السعودي، بعد أن تداولت تقارير إعلامية إشاعات عن إمكانية انسحابه، وذلك عقب الانسحاب المفاجئ لجاره وغريمه التقليدي نادي الهلال، ما أثار تساؤلات حول موقف النصر وإمكانية اتخاذه القرار ذاته في ظل ضغوط متعددة، أبرزها الجدول المزدحم والاستعدادات للموسم الجديد.
والجدل بدأ عقب تصريحات الإعلامي عبدالعزيز العصيمي، الذي لمح إلى أن إدارة نادي النصر تدرس الانسحاب من السوبر السعودي، مستندًا إلى انسحاب الهلال، معتبرًا أن الخطوة قد تفتح الباب لأندية أخرى للسير على ذات النهج، في حال عدم اتخاذ موقف حاسم من الجهات المنظمة للبطولة.
إلا أن تقريرًا صحفيًا نشرته صحيفة "الرياضية" أوضح بشكل قاطع أن إدارة نادي النصر لم تبحث أو تطرح مطلقًا خيار الانسحاب من بطولة السوبر، بل إنها أكدت التزامها الكامل بالمشاركة، وفق الجدول الموضوع مسبقًا، وتحضيرات الفريق المعدة لهذا الغرض.
وبحسب ما ورد في التقرير، فإن النصر قد حجز طائرة خاصة لنقل بعثة الفريق إلى هونج كونج يوم 15 أغسطس المقبل، أي قبل انطلاق البطولة بأربعة أيام فقط، وذلك بعد نهاية المعسكر الخارجي الذي سيخوضه الفريق في النمسا والبرتغال، تحضيرًا لانطلاقة الموسم الرياضي الجديد.
وإصرار النصر على المشاركة لم يكن فقط بدافع رياضي، بل جاء أيضًا مدفوعًا بعوامل إدارية ومالية وتنظيمية، إذ أوضحت الصحيفة أن انسحاب النادي من السوبر سيترتب عليه عواقب وخيمة، من أبرزها غرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى الحرمان من المشاركة في النسخة المقبلة من البطولة.
وعقود الرعاية والاتفاقيات التجارية التي أبرمها النادي مع عدد من الشركات كانت من العوامل الأساسية التي فرضت على النصر ضرورة الالتزام بالبطولة، حيث تتضمن هذه العقود التزامات مرتبطة بعدد الدقائق المتلفزة، والإعلانات، وظهور العلامات التجارية خلال المباريات، وهو ما يجعل الانسحاب أمرًا غير مقبول تجاريًا.
كما أن حقوق البث التلفزيوني الممنوحة للجهات الناقلة تتضمن شروطًا دقيقة تتعلق بمشاركة الأندية الكبرى، وهي اتفاقيات تلزم الأندية المشاركة بعدم الإخلال بالجدول المحدد، تجنبًا لأي خسائر محتملة قد تنجم عن غياب الفرق ذات الجماهيرية الكبيرة عن مباريات البطولة.
وبالرغم من الأعباء المالية والتنظيمية التي تواجهها الأندية السعودية في ظل الموسم المزدحم والالتزامات المتعددة، فإن النصر فضّل الامتثال للأنظمة والاستحقاقات الرسمية، خاصة وأن البطولة تمثل أحد أبرز الاستحقاقات المحلية التي تسبق انطلاق دوري روشن للمحترفين.
وفي ظل تردد بعض الأندية حول المشاركة أو الانسحاب، يسعى النصر إلى تأكيد التزامه بخطط التطوير التي يشهدها الدوري السعودي مؤخرًا، خاصة مع ازدياد الاهتمام الدولي بالبطولات المحلية، بعد استقطاب عدد من اللاعبين والمدربين العالميين.
والجمهور النصراوي بدوره تابع بقلق الأنباء التي راجت مؤخرًا حول مصير الفريق في بطولة السوبر، لكنه تلقى خبر المشاركة بتفاؤل، خاصة مع تقارير تؤكد قرب إعلان المدير الفني الجديد للفريق، والذي تشير التوقعات إلى أنه سيكون المدرب البرتغالي خورخي خيسوس.
ويمثل ظهور النصر في بطولة السوبر فرصة لإظهار مدى جاهزيته للموسم الجديد، لا سيما بعد التغييرات الفنية والإدارية التي شهدها الفريق، ومحاولته تعزيز صفوفه بلاعبين مميزين يسهمون في رفع مستوى الأداء خلال البطولات المحلية والقارية.
ومن المتوقع أن تحظى بطولة السوبر التي تُقام في هونج كونج هذا العام بمتابعة جماهيرية كبيرة، خاصة مع نقلها إلى ملعب دولي خارج الأراضي السعودية، وهو ما يعكس توجه اتحاد الكرة السعودي لتوسيع رقعة الانتشار الجماهيري والبحث عن أسواق رياضية جديدة.
وتأتي مشاركة النصر في السوبر أيضًا كرسالة واضحة على جدية الأندية السعودية في الالتزام بالبطولات الرسمية، واحترام مواعيدها، ما يدفع إلى ضرورة إيجاد آلية صارمة للتعامل مع حالات الانسحاب، خاصة حين تحدث دون مبررات تنظيمية أو طبية قاهرة.
وبينما تواصل إدارة النصر استعداداتها اللوجستية والرياضية، تبقى الأنظار موجهة نحو الإعلان المرتقب عن مدرب الفريق الجديد، حيث تأمل الجماهير في أن يقود الفريق نحو موسم مختلف يعيده إلى منصات التتويج بعد فترة من التذبذب في النتائج.
وبذلك، يُغلق النصر باب التكهنات حول مصيره في بطولة السوبر، ويثبت مجددًا التزامه بالمشاركة في المحافل الرياضية المهمة، رغم التحديات المالية والتنظيمية التي تواجهها الأندية، مؤكداً على رغبته في المنافسة على كل البطولات الممكنة محليًا وخارجيًا.
ويبقى السؤال الأهم المطروح على الساحة الآن، هو كيفية تعامل اتحاد الكرة مع حالات الاعتذار أو الانسحاب من البطولات الرسمية، خاصة في ظل تعارض المواقف بين نادٍ قرر الانسحاب وآخر أكد التزامه رغم الأعباء، وهو ما يتطلب موقفًا موحدًا يضمن استقرار روزنامة المنافسات.