وقعت "السعودية للشحن" مذكرة تفاهم مهمة مع الخطوط الجوية الصينية للشحن تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية بين البلدين. جاء التوقيع خلال فعاليات ندوة الشحن الجوي العالمية في دبي، وسط توقعات بأن تفتح هذه الشراكة آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي بين اثنتين من أكبر القوى الاقتصادية في المنطقة.
تحسين عمليات التصدير وتعزيز المرونة اللوجستية
تركز الاتفاقية الجديدة على تطوير آليات متقدمة لتحسين عمليات التصدير بين المملكة العربية السعودية والصين، حيث تضع الأسس لإنشاء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة. ومن المتوقع أن يستفيد المصدرون في كلا البلدين من خفض أوقات الشحن وتكاليفه، مما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات السعودية والصينية في أسواق كل منهما.
وقال مصدر مطلع في "السعودية للشحن": "تأتي هذه المذكرة ضمن استراتيجيتنا لتوسيع شبكة الشحن وتعزيز الوصول إلى الأسواق العالمية، خاصة السوق الصيني الذي يعد من أهم الشركاء التجاريين للمملكة".
التكامل مع مبادرة الحزام والطريق ورؤية 2030
تتضمن مذكرة التفاهم بنوداً مهمة لمواءمة الجهود المشتركة مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يضع المملكة في موقع استراتيجي ضمن هذه المبادرة العالمية. وتعكس هذه الخطوة التزام السعودية بتحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تطوير قطاع اللوجستيات وتعزيز دور المملكة كمركز تجاري عالمي.
كيف ستسهم هذه الشراكة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات القادمة؟ تشير التقديرات إلى أن الشراكة الجديدة قد تسهم في رفع حجم التبادل التجاري بنسبة تتراوح بين 15-20% خلال الثلاث سنوات القادمة، خاصة في قطاعات الصناعات التحويلية والمنتجات الزراعية والتقنية.
دعم المحتوى المحلي والتنمية المشتركة
تولي الاتفاقية اهتماماً خاصاً بدعم المحتوى المحلي في كلا البلدين، حيث تركز على تطوير الصناعات المحلية المرتبطة بقطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد. ومن المتوقع أن تفتح هذه الشراكة المجال أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من فرص التصدير المتزايدة وتوسيع نطاق أعمالها دولياً.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الشحن الجوي يشهد نمواً متسارعاً في المنطقة، وتأتي هذه الاتفاقية لتعزز من موقع المملكة كلاعب رئيسي في هذا القطاع الحيوي، متماشية مع استراتيجية تطوير قطاع اللوجستيات في المملكة.
آفاق مستقبلية واعدة
تفتح هذه الشراكة آفاقاً واعدة للتعاون الاقتصادي بين السعودية والصين، وتمهد الطريق لمزيد من الفرص الاستثمارية المشتركة. ومع استمرار تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من المتوقع أن تشهد الأعوام القادمة مزيداً من التعاون في مجالات متنوعة، تتجاوز قطاع الشحن الجوي إلى قطاعات استراتيجية أخرى.