تقترب قصة المهاجم الكولومبي جون دوران مع نادي النصر السعودي من نهايتها بعد أشهر معدودة قضاها داخل أسوار الفريق، حيث أفادت تقارير إعلامية متطابقة أن إدارة النصر تواصل خطواتها الأخيرة لإتمام صفقة انتقال اللاعب إلى الدوري التركي، وتحديدًا إلى نادي فنربخشه، في خطوة تأتي ضمن التحركات المستمرة للنادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
ولم يتمكن اللاعب الذي انضم إلى النصر في يناير الماضي قادمًا وسط آمال كبيرة وتوقعات عالية، من تثبيت مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق بشكل منتظم، مما دفع إدارة النادي إلى إعادة النظر في مستقبله الفني، خاصة في ظل سعي الفريق لتعزيز خطوطه الهجومية بعناصر جديدة أكثر انسجامًا مع فلسفة المدرب الفنية.
وبحسب ما أعلنه الصحفي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، فإن قصة دوران مع النصر قد انتهت بالفعل من الناحية العملية، رغم عدم صدور إعلان رسمي حتى لحظة كتابة هذا التقرير، إلا أن المحادثات بين الجانبين وصلت إلى مراحل متقدمة، وسط توقعات بإتمام الصفقة خلال أيام قليلة قادمة.
ويبدو أن نادي فنربخشه التركي قد دخل بقوة على خط المفاوضات لاستعارة اللاعب خلال الصيف الحالي، مستفيدًا من رغبة النصر في تقليص قائمته الأجنبية، والتخلص من بعض العقود التي لم تحقق الإضافة المرجوة في الموسم المنصرم، في ظل الطموحات الكبيرة للنادي على المستويين المحلي والقاري.
ويرى بعض المحللين الرياضيين أن فترة تواجد دوران في النصر لم تكن كافية لإظهار قدراته بشكل كامل، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على المراكز الأساسية داخل الفريق، إضافة إلى عدم تأقلمه السريع مع أجواء الدوري السعودي، مما أدى إلى تراجع فرص مشاركته في أغلب المباريات.
ويؤكد مراقبون أن إدارة النصر تسعى لإعادة ترتيب أوراق الفريق مبكرًا استعدادًا للموسم المقبل، وتعمل على تقليص عدد اللاعبين الأجانب الذين لم يقدموا الأداء المنتظر، بهدف إفساح المجال لصفقات جديدة تتناسب مع تطلعات الجماهير والمتابعين الذين يأملون رؤية الفريق في أفضل حالاته.
ومن جهته، لم يعلق اللاعب رسميًا على أنباء رحيله المرتقب، إلا أن مصادر قريبة من إدارة النادي أشارت إلى وجود موافقة مبدئية من الجانبين على إتمام الصفقة، لا سيما أن العرض المقدم من فنربخشه يتناسب مع ما يطلبه النصر من حيث الشروط المالية ومدة الإعارة.
ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه النصر للدخول في معسكر إعدادي تحضيري للموسم الجديد، وهو ما يزيد من احتمالية الإعلان عن الصفقة قريبًا لتصفية قائمة اللاعبين قبل بدء التحضيرات الرسمية، خاصة مع وجود أسماء بارزة في خط الهجوم تتطلب مشاركة دائمة وفاعلة.
ويعتبر نادي فنربخشه من أبرز الأندية التركية التي تنافس محليًا وقاريًا، ويبحث دائمًا عن عناصر هجومية مميزة تعزز من قوته الهجومية، مما يجعل دوران خيارًا محتملًا لتعويض بعض الغيابات أو لتدعيم الدكة الهجومية في مشوار طويل ومزدحم بالمنافسات.
وقد خاض دوران مع النصر عددًا محدودًا من المباريات منذ انضمامه في الشتاء الماضي، ولم يتمكن خلالها من تسجيل حضور لافت، الأمر الذي فسره البعض على أنه إخفاق في الانسجام، فيما رآه آخرون فرصة لم تُمنح له بشكل كافٍ لإبراز مهاراته وإمكاناته.
ولا يُعد دوران أول لاعب أجنبي يغادر النصر بعد فترة قصيرة من الانضمام، حيث شهدت المواسم الأخيرة تغييرات متكررة في صفوف اللاعبين المحترفين، وهي سياسة يرى البعض أنها تنعكس سلبًا على استقرار الفريق، بينما يراها آخرون ضرورية لمواكبة المتغيرات التكتيكية والفنية.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة خلال الأيام المقبلة بعد الانتهاء من التفاصيل التعاقدية النهائية، والتي تشمل بند الإعارة ومدتها، إضافة إلى الاتفاق على بند الشراء أو العودة في نهاية الموسم، حسب ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.
وهذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه سوق الانتقالات السعودي نشاطًا كبيرًا، مدفوعًا بزيادة التنافس بين الأندية على استقطاب اللاعبين المميزين، مما يرفع من حدة التحركات السريعة والصفقات الاستراتيجية التي تسعى من خلالها الأندية إلى حسم ملفاتها الفنية مبكرًا.
ويتابع جمهور النصر هذه التطورات باهتمام بالغ، بين مؤيد يرى أن رحيل دوران يصب في مصلحة الفريق، وبين من يرى أن منحه فرصة إضافية كان يمكن أن يغير المشهد، في ظل مؤشرات تؤكد أنه يمتلك مؤهلات بدنية وفنية يمكن البناء عليها مستقبلاً.
وبين هذا وذاك، تبقى الساعات القادمة حاسمة في تحديد وجهة اللاعب الكولومبي الذي يبدو أنه على وشك بدء تجربة جديدة في الملاعب الأوروبية، بعد فترة قصيرة قضاها في الدوري السعودي لم تكن كافية لترك بصمة واضحة في سجل الفريق العاصمي.
