الدفاع المدني
في منطقة "وعرة التضاريس".. كيف نجحت فرق الدفاع المدني في السيطرة على حريق جبلي عنيد؟
كتب بواسطة: سعيد الصالح |

باشرت فرق الدفاع المدني بمنطقة عسير، اليوم السبت، حادثة حريق اندلع في إحدى المناطق الجبلية، طالت أجزاء من الأشجار والأعشاب، وسط استنفار ميداني واحتواء سريع من قبل الجهات المختصة.

وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس"، أن الحريق لم يُسفر عن أي إصابات بشرية، وتمت السيطرة عليه في وقت قياسي، رغم وعورة المنطقة وصعوبة التضاريس.

وأوضح الدفاع المدني أن الحريق اندلع في مساحة جبلية ذات كثافة نباتية، مما ساهم في سرعة انتشار ألسنة اللهب بفعل الرياح، وهو ما تطلّب تحركًا فوريًا من الفرق الميدانية بالتنسيق مع الجهات الداعمة.

وعملت فرق الإطفاء على عزل مناطق الاشتعال عن المناطق المجاورة، لتفادي انتقال النيران إلى أماكن أكثر وعورة أو مناطق مأهولة، مع استخدام المعدات والتقنيات الحديثة في مكافحة الحرائق الجبلية.

وبذلت الفرق جهودًا كبيرة في ظل التحديات الميدانية التي فرضها موقع الحريق، حيث واجهت طواقم الدفاع المدني تضاريس صعبة، تداخلت فيها الصخور مع الأشجار الكثيفة والنباتات الجافة.

كما تم الاستعانة بفِرق متخصصة من الدفاع المدني مدرّبة على التعامل مع حرائق الغابات، إلى جانب الدعم الجوي في المراقبة والمسح الحراري لتحديد بؤر النيران وخطوط انتشارها.

وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أنها تتعامل مع مثل هذه البلاغات بأقصى درجات الجدية، حرصًا على سلامة الأرواح، وحفاظًا على البيئة المحلية والمقدّرات الطبيعية.

وذكرت أن الاستجابة السريعة للحادث ساهمت في تقليص نطاق الحريق، ومنع توسعه إلى نطاقات أوسع، وهو ما يُعد نجاحًا في إدارة الحدث رغم صعوبة الوصول لبعض المواقع في بداية البلاغ.

وأشادت المديرية بتعاون المواطنين والمقيمين في الإبلاغ المبكر عن الحادث، داعيةً في الوقت ذاته إلى مواصلة الإبلاغ عن أي حالات مشابهة عبر الرقم 998 أو تطبيق "فزعة"، وعدم التهاون في مثل هذه الظروف.

وأهابت بالمواطنين والمتنزهين في المناطق الجبلية بأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن إشعال النار في الأماكن المفتوحة أو رمي المخلفات التي قد تتسبب في اشتعال الحرائق، خصوصًا في أوقات الجفاف واشتداد الرياح.

ولم تُعلن المديرية حتى الآن عن المساحة الإجمالية المتضررة من الحريق، في حين تواصل الفرق أعمال التبريد والمراقبة لضمان عدم تجدّد الاشتعال، خاصة مع بقاء بعض الجمرات تحت الأعشاب الجافة.

وأشار مختصون في البيئة إلى أن هذه الحوادث تكررت مؤخرًا في مناطق جبلية عدة، ويُعزى ذلك إلى تغيرات مناخية موسمية تزيد من احتمالات اشتعال الأعشاب الجافة، مؤكدين ضرورة تكثيف حملات التوعية والرقابة البيئية.

وتُعد منطقة عسير من أكثر المناطق الجبلية في المملكة عرضة للحرائق الموسمية، نظرًا لتنوع غطائها النباتي وامتداد تضاريسها الوعرة، وهو ما يتطلب خططًا استباقية مستمرة لمواجهة أي طارئ محتمل.

وفي الوقت الذي لم تُسجل فيه إصابات بشرية، أعادت الواقعة التأكيد على أهمية الجاهزية العالية والاستجابة الفعالة التي تُبديها الفرق الميدانية للدفاع المدني، والتي تعمل وفق منظومة متكاملة من الإنذار والتدخل السريع.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار