في إطار الدعم الإنساني المتواصل الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للأشقاء في سوريا، وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1,416 سلة غذائية و1,416 حقيبة صحية في كلٍّ من بلدة معرة مصرين ومدينة سرمدا بمحافظة إدلب السورية، حيث استفاد من هذه المساعدات الإنسانية نحو 8,496 فردًا من الأسر المتضررة والنازحة في هذه المناطق.
يُعد هذا التوزيع جزءًا من المرحلة الثانية من مشروع دعم الشعب السوري الشقيق بالمساعدات الغذائية والحقائب الصحية للعام الميلادي 2025م، حيث يواصل المركز تنفيذ برامجه الإنسانية والإغاثية المكثفة لتلبية احتياجات السكان المحليين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها بسبب استمرار الصراع والنزوح المتكرر.
العملية الإغاثية التي نُفّذت بدقة وتنظيم، تأتي في سياق المساعي المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني ممثلًا في "مركز الملك سلمان للإغاثة"، والذي يُعد من أبرز الجهات العاملة في المجال الإنساني على مستوى العالم، حيث يحرص المركز على الوصول للمحتاجين في أماكنهم الأكثر تضررًا، وتقديم الدعم وفق أعلى المعايير الدولية في العمل الإنساني.
وقد عبّرت العديد من الأسر المستفيدة عن امتنانها العميق لهذه المبادرة الكريمة، مشيرين إلى أن هذه المساعدات جاءت في وقتها المناسب، خاصة مع ازدياد الضغوط الاقتصادية وتردي الأوضاع الصحية والمعيشية في مناطق الشمال السوري.
وتتكوّن السلال الغذائية التي تم توزيعها من مواد غذائية أساسية تلبي احتياجات الأسر لمدة زمنية مناسبة، بينما تحتوي الحقائب الصحية على مستلزمات النظافة الشخصية، والتي تُعد ضرورية للوقاية من الأمراض في ظل البيئة المزدحمة التي يعيش فيها كثير من النازحين.
وقد أشار المركز إلى أن هذا المشروع لا يُعتبر نشاطًا منفصلًا، بل يُعد امتدادًا لسلسلة طويلة من البرامج والمشروعات التي تم تنفيذها في سوريا منذ انطلاق الأزمة، حيث تم تقديم مئات الآلاف من السلال الغذائية والمستلزمات الطبية والاحتياجات الإنسانية الأخرى على مدار السنوات الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة لا يقتصر دوره على تقديم الدعم العيني فقط، بل يعمل أيضًا على تنفيذ برامج تنموية ومجتمعية في مناطق الأزمات، بهدف تعزيز قدرة المجتمعات على التعافي والاعتماد على الذات، ما يرسّخ مكانة المملكة العربية السعودية كدولة مانحة رائدة وذات التزام راسخ تجاه العمل الإنساني.
وتولي المملكة عبر هذا المركز اهتمامًا خاصًا بمبدأ الشفافية والعدالة في توزيع المساعدات، حيث يتم تنفيذ جميع مراحل التوزيع بالتنسيق مع شركاء محليين ودوليين وضمن رقابة دقيقة تضمن وصول الدعم لمستحقيه بفعالية وكفاءة.
ويُعد المشروع جزءًا من سلسلة جهود مستمرة تؤكد التزام السعودية الدائم تجاه الأشقاء السوريين، وتقديم الدعم الإنساني في مختلف المجالات، سواء الإغاثية أو الصحية أو التعليمية، إيمانًا من المملكة بأهمية الوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة وتخفيف معاناتها.
وفي ظل استمرار الظروف الصعبة في سوريا، يُنتظر أن تتواصل هذه المبادرات خلال العام 2025، ضمن خطة استراتيجية متكاملة ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، بما يسهم في تحقيق الأمان الغذائي والصحي للسكان.
تجسد هذه الجهود الإنسانية قيم العطاء والرحمة التي تتحلى بها القيادة السعودية وشعبها، حيث تبقى المملكة حاضرة في كل مكان يحتاج فيه الإنسان إلى العون والمساعدة، لتواصل بذلك دورها المحوري كرمزٍ للإنسانية والدعم العالمي للمحتاجين.