رغم بلوغه سن الأربعين، لا يزال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يثبت للعالم أجمع أنه قادر على العطاء والمنافسة في أعلى المستويات الكروية، حيث يواصل تقديم أداء استثنائي مع نادي النصر السعودي خلال الموسم الجاري، فقد سجل "الدون" 33 هدفًا في مختلف المسابقات التي شارك فيها بقميص النصر، ما يعكس حفاظه على جاهزيته البدنية والذهنية، وتفانيه في قيادة الفريق هجوميًا.
وتشير الإحصائيات إلى أن رونالدو خاض 39 مباراة في مختلف البطولات خلال الموسم الحالي، وأسهم خلالها بـ37 مساهمة تهديفية، بواقع 33 هدفًا و4 تمريرات حاسمة، ما يعزز من قيمته الفنية كقائد للفريق ونجم مؤثر في مجريات المباريات.
وفي ضوء هذه الأرقام المبهرة، يتزايد الحديث في وسائل الإعلام الرياضية الأوروبية حول مستقبل النجم البرتغالي، خاصة مع اقترابه من نهاية عقده الحالي مع نادي النصر، وتزايد التكهنات حول مدى رضاه عن الوضع الفني للفريق السعودي، في ظل غياب البطولات الكبرى عن خزائن النادي منذ انضمام رونالدو إلى صفوفه.
بحسب ما أوردته مصادر إعلامية إسبانية فإن هناك اهتمامًا متزايدًا من نادي سبورتنج لشبونة البرتغالي، بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في ظل احتمالية رحيل مهاجم الفريق الحالي السويدي فيكتور جيوكيريس إلى أحد الأندية الكبرى في أوروبا.
ويمثل سبورتنج لشبونة المحطة الأولى في المسيرة الاحترافية لرونالدو، إذ انطلق منها إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في عام 2003، قبل أن يحقق مسيرة أسطورية مع ريال مدريد ثم يوفنتوس، وصولاً إلى النصر السعودي، وفي حال تمت الصفقة، فإنها ستكون عودة رمزية إلى نقطة البداية، وتكريمًا لمسيرة نجم استثنائي حقق إنجازات يصعب تكرارها.
وتشير التقارير إلى أن رونالدو منفتح على هذا الخيار، خاصة في ظل رغبته الجامحة في الحفاظ على مستواه الفني والبدني، استعدادًا للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2026، والتي يتطلع إلى تمثيل منتخب البرتغال فيها للمرة السادسة في تاريخه، وهو رقم غير مسبوق على مستوى لاعبي كرة القدم.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية أن رونالدو لم يوقع حتى الآن على عقود تمديد بقائه مع نادي النصر، رغم رغبة إدارة النادي في استمراره حتى عام 2027، وأفادت الصحيفة أن اللاعب البرتغالي وضع مجموعة من الطلبات الفنية كشرط أساسي للتجديد، من ضمنها تدعيم الفريق بعناصر جديدة قادرة على المنافسة على الألقاب، وتحسين البنية التحتية والخطط التكتيكية.
ويبدو أن "الدون" غير راضٍ بشكل كامل عن الأداء العام للفريق، خصوصًا بعد أن أخفق في تحقيق البطولات المحلية أو القارية، وهو ما قد يدفعه لإعادة النظر في مستقبله مع النادي السعودي، في حال لم تتحقق مطالبه أو لم يُظهر الفريق تطورًا ملحوظًا في الأداء الجماعي.
على الرغم من التحديات التي تواجه النصر على مستوى النتائج، فإن كريستيانو رونالدو واصل تحقيق الأرقام الفردية اللافتة، حيث تُوج مؤخرًا بجائزة "هداف" دوري روشن السعودي للمحترفين عن موسم 2023-2024، بعدما أحرز 35 هدفًا، متفوقًا على كافة مهاجمي الدوري.
ويقترب رونالدو من تكرار الإنجاز ذاته في الموسم الحالي، في ظل استمرار تألقه وتصدره لقائمة الهدافين حتى الآن، وهو ما يعزز مكانته كواحد من أكثر اللاعبين تأثيرًا في البطولة السعودية، وأحد الأعمدة الرئيسة في تسويقها عالميًا.
ويُعد وجود رونالدو في الدوري السعودي عامل جذب كبير للأنظار العالمية، إذ أسهمت مشاركته في رفع التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي بالبطولة، فضلًا عن تعزيز القيمة السوقية والتجارية للنصر والدوري بشكل عام.
على الرغم من أن مستقبل كريستيانو رونالدو لا يزال غير محسوم، فإن المؤكد هو أن اللاعب يواصل كتابة فصول جديدة من مسيرته الكروية المضيئة، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، وبين احتمالية الاستمرار في الدوري السعودي، أو العودة إلى جذوره في البرتغال، أو حتى خوض تجربة جديدة في دوري أوروبي آخر، تظل أنظار جماهير الكرة العالمية مترقبة لخطوته المقبلة.
وفي جميع الأحوال، يُجمع المراقبون أن رونالدو، رغم تقدمه في السن، لا يزال يحافظ على مستوى تنافسي عالٍ، يؤهله للاستمرار في اللعب على أعلى المستويات لعدة مواسم قادمة، مدفوعًا بعزيمته الفولاذية، وروحه القيادية، وقدرته على التأثير الإيجابي داخل وخارج الملعب.