حقق نادي الهلال السعودي إنجازًا رياضيًا بارزًا، بعدما نجح في بلوغ دور الـ16 من بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي تُقام بنظامها الجديد في الولايات المتحدة الأميركية، مسجلًا حضوره كأول نادٍ آسيوي يصل إلى أدوار خروج المغلوب في النسخة المحدثة من البطولة العالمية.
وبهذا التأهل، بات الهلال الفريق العربي الوحيد الذي عبر إلى الأدوار الإقصائية من البطولة، متفوقًا على فرق عربية وآسيوية كبيرة شاركت في الحدث، ليُكرّس مكانته كأحد أبرز الأندية الآسيوية والعربية على الساحة الدولية.
وجاء تأهل الهلال بعد مشوار مثير في دور المجموعات، بدأ بتعادل ثمين مع ريال مدريد الإسباني، أحد أبرز أندية العالم، في مباراة استعرض فيها الهلال قوته الدفاعية والتنظيمية، وحصد إشادة كبيرة من النقاد والمتابعين.
وفي الجولة الثانية، واصل الهلال أداؤه القوي وخرج بتعادل إيجابي أمام ريد بول سالزبورغ النمساوي، قبل أن يحسم تأهله بفوز حاسم على باتشوكا المكسيكي في الجولة الأخيرة، ليحتل المركز الثاني في مجموعته خلف ريال مدريد.
هذا التأهل التاريخي فتح للهلال أبوابًا واسعة من المكاسب، ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضًا على الجوانب التسويقية والمالية، حيث نال النادي إشادة واسعة دوليًا، وارتفعت أسهمه التجارية باعتباره سفيرًا ناجحًا للكرة الآسيوية في المحفل العالمي.
ومن الناحية المالية، جنى الهلال ما مجموعه 21 مليون دولار حتى الآن من مشاركته في البطولة، منها 9.55 مليون دولار كمبلغ مخصص للمشاركة الرسمية، وهو ما يحصل عليه كل نادٍ يتأهل للمسابقة.
كما حصل النادي على مليون دولار مقابل تعادله مع ريال مدريد، ومليون آخر نظير التعادل مع سالزبورغ، فيما أضيفت مليونا دولار كمكافأة للفوز في المباراة الحاسمة أمام باتشوكا، فضلًا عن 7.5 مليون دولار إضافية مخصصة للفرق المتأهلة إلى دور الـ16.
وتُعد هذه العوائد مكسبًا استراتيجيًا لإدارة النادي، خاصة أنها تتزامن مع سياسة التوسع التجاري والبحث عن شراكات عالمية جديدة، مدعومة بالنجاحات المتلاحقة التي يحققها الفريق على المستويات المحلية والقارية والعالمية.
ومن المنتظر أن يخوض الهلال اختبارًا من العيار الثقيل في دور الـ16، عندما يلتقي مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة مرتقبة يوم الثلاثاء المقبل، ستُشكل محطة تاريخية جديدة في مسيرة النادي.
ويأمل الهلال في تجاوز هذا التحدي الصعب، إذ أن الفوز سيمنحه تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائي من البطولة، إضافة إلى مكافأة مالية جديدة قدرها 13 مليون دولار، تُمنح للأندية التي تتأهل إلى هذا الدور المتقدم من المسابقة.
على الصعيد الفني، يُظهر الهلال تطورًا كبيرًا في مستوياته، مدعومًا بتشكيلة تضم عددًا من أبرز النجوم المحليين والدوليين، إضافة إلى طاقم فني متمرس استطاع إدارة المباريات الصعبة باقتدار وحنكة عالية.
كما تُمثل هذه المشاركة دفعة قوية للدوري السعودي للمحترفين، الذي يزداد بريقًا عامًا بعد عام، حيث تعكس نتائج الهلال التطور الكبير في البنية التحتية والاحترافية التي تشهدها الكرة السعودية في المرحلة الراهنة.
وفي الوقت نفسه، يترقب عشاق الهلال في المملكة وخارجها مواجهة مانشستر سيتي بشغف، باعتبارها واحدة من أقوى الاختبارات الفنية التي ستُظهر مدى نضج الفريق واستعداده للمنافسة على أعلى المستويات.
ويُعد الهلال من أكثر الأندية الآسيوية مشاركة في المحافل الدولية، وسبق له تحقيق نتائج مميزة في نسخ سابقة من كأس العالم للأندية، إلا أن التأهل إلى الأدوار الإقصائية بنظامها الجديد يمنحه مكانة استثنائية في تاريخ البطولة.
وبينما يتأهب الهلال للقاء المرتقب أمام سيتي، تُواصل إدارته العمل على تعزيز قيمة النادي محليًا وعالميًا، مستفيدة من الزخم الذي أحدثته المشاركة المميزة في البطولة، سواء من حيث المتابعة الجماهيرية أو التغطية الإعلامية الواسعة.