أطلق تجمع مكة المكرمة الصحي حملة توعوية جديدة تحت شعار «حج بصحة»، في إطار الاستعدادات المتواصلة لموسم الحج لهذا العام، وذلك بهدف تعزيز الوعي الصحي لدى ضيوف الرحمن وتذكيرهم بأهمية تجهيز حقيبة طبية شخصية تحتوي على المستلزمات الأساسية التي تسهم في الوقاية من الأمراض والحفاظ على السلامة العامة أثناء أداء مناسك الحج.
وتم الإعلان عن هذه الحملة من خلال منشور توعوي نُشر عبر الحساب الرسمي لتجمع مكة الصحي على منصة "إكس"، حيث دعا فيه الحجاج إلى اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة قبل انطلاقهم إلى الأراضي المقدسة، وركز المنشور على أهمية التحضير المسبق من خلال تجهيز حقيبة طبية تضم مجموعة من الأدوات الضرورية التي تسهم في مواجهة الظروف الصحية الطارئة التي قد تطرأ نتيجة الازدحام والجهد البدني خلال المناسك.
وشدد التجمع على أن الحقيبة الطبية يجب أن تتضمن عناصر محددة لها دور فعّال في الحفاظ على الصحة العامة، وهي: كمامات للوقاية من انتقال العدوى، معقم لليدين لضمان النظافة الشخصية، دواء خافض للحرارة للتعامل مع حالات الحمى، جهاز لقياس السكر خاصة لمن يعانون من مرض السكري، مسكنات للآلام لعلاج حالات الإرهاق أو الصداع، وأدوات تعقيم للجروح للتعامل مع أي إصابات بسيطة قد تحدث خلال التنقل وأداء الشعائر.
وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذه الإجراءات البسيطة تُعد من الأساسيات التي يجب ألا يغفل عنها الحاج، فهي تعزز الوقاية من الأمراض المعدية والمشكلات الصحية الطارئة، كما تسهم في التقليل من الضغط على المنشآت الصحية، مما يسمح بتوفير الرعاية الفورية للحالات الحرجة دون تأخير.
وتأتي هذه الحملة ضمن منظومة متكاملة من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة السعودية وتجمعاتها الصحية في مختلف مناطق المملكة، لضمان تقديم موسم حج آمن صحيًا وخالٍ من الأوبئة، وذلك عبر حزمة من البرامج الوقائية والتوعوية الموجهة للحجاج منذ مراحل ما قبل وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء الشعائر.
وتمثل الحقيبة الطبية الشخصية أداة فعالة وأساسية في تحقيق الوقاية، حيث تساعد الحاج على التعامل الذاتي مع بعض الحالات الصحية الطارئة دون الحاجة إلى زيارة المراكز الصحية، كما تقلل من احتمالية انتقال العدوى داخل أماكن التجمعات، لا سيما في ظل استمرار التحذيرات العالمية بشأن بعض الأمراض المعدية الموسمية.
وقد نوه التجمع الصحي في مكة إلى أن هذه المبادرة التوعوية تأتي في إطار الجهود المستمرة لتطبيق أفضل معايير الصحة العامة، وتعكس الحرص على تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بأمان وطمأنينة، في ظل ظروف صحية مناسبة تتوافق مع توجيهات القيادة السعودية الرشيدة في جعل موسم الحج تجربة روحية آمنة على جميع المستويات.
وأوضح القائمون على الحملة أن التفاعل مع الرسائل التوعوية الصحية يظل عنصرًا محوريًا في نجاح الخطط الوقائية، مشيرين إلى أن تجاوب الحجاج مع هذه التعليمات البسيطة يمكن أن يسهم في تقليل نسبة الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً خلال أيام الحج، كما أنه يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية المسؤولية الصحية الفردية.
وتسعى الجهات الصحية من خلال هذه الحملات إلى ترسيخ ثقافة "الوقاية أولاً"، وجعلها جزءًا من السلوكيات اليومية للحجاج، كما تعمل على تمكينهم من التفاعل الإيجابي مع بيئة الحج، والتي تتطلب استعدادًا جسديًا ونفسيًا متكاملاً لمواجهة متطلبات التنقل والازدحام والتغيرات المناخية.
يُذكر أن الحملات التوعوية الصحية أصبحت إحدى الركائز الأساسية في خطة المملكة للحج، إذ يتم توظيف الوسائل الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق الوصول إلى الجمهور المستهدف، وذلك بلغة بسيطة ورسائل مباشرة تضمن سرعة الفهم والتطبيق، في ظل تنوع الثقافات واللغات التي يحملها ضيوف الرحمن.
وفي الختام، جدد تجمع مكة المكرمة الصحي دعوته لكافة الحجاج بضرورة الالتزام بتجهيز حقيبة طبية شخصية تحتوي على الأدوات المذكورة، والحرص على اتباع الإرشادات الصحية طوال فترة تواجدهم في المشاعر المقدسة، باعتبار أن ذلك يعزز فرص نجاح موسم الحج على المستويين الفردي والجماعي، ويحقق أهداف السلامة العامة التي تتبناها المملكة في كل موسم.