في إنجاز إداري يعكس الجهود المتواصلة لتطوير البنية التنظيمية والإدارية داخل الأندية السعودية، أعلن نادي الاتفاق عن حصوله رسميًا على الرخصة المحلية والآسيوية للموسم الرياضي الجديد، بعد استيفاء جميع المتطلبات والمعايير التي تفرضها الجهات المختصة، وعلى رأسها لجنة التراخيص التابعة لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، بالإضافة إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهذا الإنجاز لا يمثل فقط استحقاقًا رسميًا يخول الفريق المشاركة في البطولات المحلية والآسيوية، بل يؤكد أيضًا التزام النادي بأعلى درجات الاحترافية في إدارة شؤونه الرياضية والمالية.
الرخصة الآسيوية، التي تُعد واحدة من الشروط الأساسية لمشاركة الأندية في دوري أبطال آسيا والبطولات القارية الأخرى، تأتي بعد عملية تقييم دقيقة تشمل عدة محاور، من بينها الملاءة المالية، البنية التحتية، التزام النادي بتسوية مستحقات اللاعبين والمدربين، وتطبيق معايير الحوكمة الإدارية والشفافية، وبهذا الاعتماد، يخطو الاتفاق خطوة إضافية نحو تعزيز موقعه بين نخبة الأندية السعودية التي تحرص على التواجد القاري الدائم، في ظل تطلعات كرة القدم السعودية نحو المنافسة الإقليمية والدولية.
وقد عملت الإدارة الاتفاقية خلال الأشهر الماضية على إعداد الملفات المطلوبة للرخصتين، وسط تنسيق وثيق مع الإدارات الداخلية للنادي، إلى جانب استشارات فنية ومالية وقانونية للتأكد من جاهزية كل المتطلبات في الوقت المناسب، ولم تكن هذه العملية سهلة، خصوصًا في ظل التحديات التي فرضتها متغيرات السوق الرياضي، من ارتفاع في عقود اللاعبين إلى متطلبات البنية التحتية، ولكن التزام النادي بإستراتيجية عمل واضحة ومحددة مكنه من تجاوز كل العقبات بنجاح.
واعتبرت الإدارة أن نيل هذه الرخص لا يجب أن يُنظر إليه كهدف نهائي، بل كنقطة انطلاق نحو مزيد من الاحترافية والتنظيم، وذكرت مصادر داخل النادي أن الإدارة تنظر إلى هذا الإنجاز كترجمة فعلية لرؤية النادي الاستراتيجية، التي ترتكز على تحقيق الاستدامة المالية وتطوير العمل المؤسسي، بما يتماشى مع معايير الحوكمة التي تفرضها وزارة الرياضة والجهات الإشرافية على الأندية المحترفة في المملكة.
ولعل حصول الاتفاق على الرخصة المحلية أيضًا يؤكد مدى التزام النادي بالشروط المحلية التي وضعتها لجنة التراخيص السعودية، والتي تتقاطع في كثير من الجوانب مع نظيرتها الآسيوية، ولكنها تركز بشكل خاص على آليات الإنفاق، العقود المحلية، الديون، وسداد الالتزامات الداخلية، وهو ما يمثل أحد المؤشرات الإيجابية على الوضع المالي المستقر للنادي.
من جهته، عبّر رئيس النادي عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن الجهود التي بُذلت في الفترة الماضية لم تكن لتثمر لولا تعاون جميع الإدارات والكوادر، والعمل بروح الفريق الواحد، وأضاف أن هذه الخطوة ستفتح آفاقًا أوسع للفريق الأول، ليس فقط على مستوى المشاركات، بل على صعيد جذب الشركاء والداعمين الذين يبحثون دومًا عن كيانات مستقرة وذات مصداقية.
كما أشار بعض المحللين إلى أن هذا الإنجاز يعكس تحسنًا ملحوظًا في مسار نادي الاتفاق خلال السنوات الأخيرة، بعد فترة شهدت تذبذبًا في الأداءين الإداري والفني، فالتأهل للمشاركات الآسيوية يتطلب أكثر من مجرد نتائج فنية جيدة؛ بل هو ثمرة عمل تراكمي يعكس وعي النادي بأهمية تطوير المنظومة بأكملها، بدءًا من الأكاديميات إلى الإدارة المالية.
ويُتوقع أن يسهم حصول الاتفاق على الرخصتين في تعزيز مكانته التنافسية خلال الفترة المقبلة، وخصوصًا إذا ما تمكن من الحفاظ على استقراره الإداري والفني، واستمر في تطوير قاعدته الجماهيرية، واستقطاب المواهب المحلية والأجنبية، وبهذا الإنجاز، يبعث النادي رسالة واضحة بأنه ليس مجرد منافس على أرض الملعب، بل مؤسسة رياضية تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل احترافي شامل.