بدأت مدينة الحجاج في منفذ حالة عمار بمنطقة تبوك في تقديم خدماتها المتكاملة لضيوف الرحمن القادمين عبر المنفذ الحدودي مع المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك ضمن منظومة متكاملة من الجهود التي تبذلها مختلف الجهات الحكومية، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، وحرصاً على ضمان راحة وسلامة الحجاج منذ لحظة وصولهم وحتى أدائهم مناسكهم بيسر وطمأنينة، ويُعد مركز مدينة الحجاج في حالة عمار بوابةً رئيسية لاستقبال الحجاج القادمين من دول شمال غرب آسيا وبعض الدول العربية، حيث يتم استقبالهم بترحاب وخدمات نوعية تعكس عناية المملكة الفائقة بضيوف الرحمن.
وتشهد المدينة استعدادات متكاملة يشترك فيها عدد من الجهات المعنية، منها إمارة منطقة تبوك، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة الداخلية، والهلال الأحمر السعودي، والهيئة العامة للجمارك، وغيرها من الجهات الخدمية والأمنية، وقد تم تجهيز المرافق الخاصة بخدمة الحجاج بما في ذلك مناطق الضيافة، والإرشاد، والفحص الصحي، والجوازات، والجمارك، لتتكامل هذه الخدمات وتوفر بيئة ترحيبية وآمنة لجميع الحجاج.
من أبرز الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج توفير فرق طبية متخصصة تعمل على مدار الساعة لإجراء الفحوصات الطبية الأولية، والتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية اللازمة، خصوصاً في ظل الاهتمام المتزايد بالوقاية من الأمراض المعدية ومتابعة الحالات الصحية بشكل فوري، وتوجد كذلك عيادات متنقلة وسيارات إسعاف مجهزة للتعامل مع أي حالات طارئة، ضمن خطة صحية محكمة تضمن التدخل السريع والكفاءة في تقديم الرعاية.
كما تقدم المدينة خدمات إرشادية متكاملة، من خلال مراكز توجيه مزودة بمترجمين بعدة لغات، لضمان فهم الحجاج لكافة التعليمات الخاصة بالحج، وتزويدهم بالكتيبات والخرائط الإرشادية، والمعلومات المتعلقة بالمناسك، ومواقع المشاعر المقدسة، وخطط التفويج والنقل، ما يعزز من وعيهم ويساهم في التزامهم بالإجراءات التنظيمية طوال فترة الحج.
ولم تغفل المدينة عن الجوانب الروحية، إذ توفر وزارة الشؤون الإسلامية عدداً من الدعاة والمتخصصين في الإرشاد الديني، ممن يتحدثون بلغات متعددة، لتقديم المحاضرات والدروس التوعوية، والرد على استفسارات الحجاج الدينية، بما يضمن أداء مناسكهم وفق الهدي النبوي الشريف، كما تم تجهيز المصليات والمرافق المخصصة لأداء الصلوات في أجواء من السكينة والطمأنينة.
ومن الجوانب التي لاقت إشادة الزائرين، ما وفرته الجهات المعنية من تسهيلات في إجراءات الجوازات والجمارك، حيث يتم التعامل مع الحجاج بأسلوب مرن وسريع، يراعي أوضاعهم النفسية بعد طول السفر، ويمنحهم انطباعاً أولياً إيجابياً عن كرم الضيافة السعودي، وقد عبّر عدد من الحجاج عن امتنانهم لحسن الاستقبال وسرعة الإجراءات، مثمنين ما لمسوه من اهتمام بتوفير الراحة والكرامة لهم.
وحرصت إمارة منطقة تبوك، بالتعاون مع الجهات الحكومية المشاركة، على تنفيذ جولات تفقدية مستمرة للوقوف ميدانياً على سير العمل في المدينة، ورصد الملاحظات، وضمان جودة الخدمات، كما تم تفعيل خطط الطوارئ والتنسيق بين الفرق الميدانية للتعامل مع مختلف السيناريوهات التي قد تطرأ خلال فترة استقبال الحجاج، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الجاهزية والاستجابة السريعة.
وتأتي هذه الجهود في إطار التزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وتأكيداً على مكانتها الريادية في العالم الإسلامي كحاضنة للحرمين الشريفين، ووجهة دينية ترحب بجميع المسلمين من أنحاء العالم، وتجسد مدينة الحجاج في حالة عمار نموذجاً عملياً للتكامل الحكومي في خدمة الحجاج، ورمزاً لجهود السعودية في تقديم تجربة روحانية متكاملة منذ لحظة الوصول حتى العودة.