شَكَّلَ خروج النادي الأهلي السعودي من دائرة المنافسة على لقب كأس السوبر السعودي صدمة قوية لجماهيره ومحبيه، الذين كانوا يأملون في رؤية فريقهم يعتلي منصات التتويج في هذه البطولة التي طال انتظارها، وبالرغم من التحضيرات المكثفة والتطلعات الكبيرة التي سبقت المنافسات، اصطدم طموح الأهلي بواقع مغاير، حيث لم يتمكن من اقتناص الفرصة التي كانت على مرمى حجر، ليغادر المشهد وسط حالة من الإحباط والجدل حول أسباب الإخفاق.
جاءت خسارة الأهلي للفرصة في السوبر نتيجة إخفاقه في التواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى في دوري روشن السعودي، وهو الشرط الأساسي للمشاركة في البطولة، وبذلك، غاب الأهلي عن قائمة الفرق التي تأهلت للمشاركة في نسخة السوبر الموسعة التي تضم بطل الدوري ووصيفه، إضافة إلى بطل ووصيف كأس الملك، ووسط منافسة شرسة على صعيدي الدوري والكأس، عجز الأهلي عن إثبات جدارته في اللحظات الحاسمة، وهو ما أدى في النهاية إلى إقصائه من حسابات البطولة.
وكان جمهور الأهلي يعول على الكوكبة المميزة من النجوم المحليين والأجانب التي يضمها الفريق، بالإضافة إلى الجهاز الفني الذي أتى بتطلعات كبيرة لإعادة الفريق إلى الواجهة، غير أن النتائج لم تكن على قدر التطلعات، حيث اتسم أداء الفريق بعدم الاستقرار، سواء من حيث التشكيلة أو النتائج، وهو ما انعكس على موقعه في جدول الدوري وعلى حضوره في باقي البطولات.
وفي الوقت الذي تأهلت فيه فرق الهلال والاتحاد والنصر والوحدة إلى البطولة، ظل الأهلي خارج الحسابات، رغم أنه أحد أكثر الأندية السعودية تاريخًا وجماهيرية، وهذا الإقصاء أثار علامات استفهام كثيرة حول استراتيجية النادي، وطبيعة اختياراته الفنية والإدارية، ومدى قدرته على المنافسة في ظل الطفرة التي يشهدها الدوري السعودي مؤخرًا.
وبحسب متابعين، فإن واحدة من أبرز الإشكاليات التي واجهت الأهلي هذا الموسم تمثلت في غياب الثبات على المستوى الفني، بالإضافة إلى بعض الإصابات المؤثرة، والعوامل النفسية التي أثرت على تركيز اللاعبين في المباريات المهمة، كما أن ضغوط الجماهير والتوقعات الكبيرة ساهمت في زيادة العبء على الفريق، ما جعله يفقد التركيز في المحطات المفصلية.
وكانت جماهير الأهلي قد أطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي دعوات لمراجعة شاملة داخل النادي، تبدأ من الجهاز الفني وتصل إلى الإدارة، مطالبة بإعادة تقييم الموسم بالكامل، وتحديد مكامن الخلل لضمان عدم تكرار السيناريو في البطولات المقبلة، كما لم تخفِ الجماهير استياءها من بعض الصفقات التي لم تُثمر بالشكل المتوقع، رغم ما أنفقه النادي في سوق الانتقالات.
ويُعد غياب الأهلي عن كأس السوبر ضربة معنوية، لا سيما في ظل عودة الفريق إلى دوري المحترفين حديثًا بعد فترة من الهبوط، وكانت الآمال معلقة على أن تكون هذه العودة بداية لمسار جديد يعيد الأهلي إلى سابق مجده، إلا أن خروجه المبكر من دائرة المنافسة يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول جاهزية المشروع الأهلاوي للمرحلة المقبلة.
وعلى الرغم من الإخفاق، إلا أن الوقت لا يزال متاحًا أمام الأهلي لتصحيح المسار، خاصة مع تبقي جولات حاسمة في الدوري يمكن من خلالها تحسين الموقع على جدول الترتيب، وبناء قاعدة صلبة للموسم المقبل، لكنّ ذلك يتطلب قرارات حاسمة وسريعة، وإعادة ضبط للبوصلة الإدارية والفنية، لأن جمهور الأهلي، العريق والمخلص، لا يرضى بغير التتويج.