استقبل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، فجر اليوم، أولى رحلات الحج القادمة من المملكة المتحدة، إيذانًا ببدء موسم حج عام 1446هـ، حيث وصلت الرحلة وعلى متنها 142 حاجًا قدموا لأداء الفريضة من بريطانيا، وسط حفاوة واستعدادات ميدانية وتنظيمية متكاملة من مختلف الجهات المعنية في المطار.
وكان في مقدمة مستقبلي ضيوف الرحمن في صالة الوصول القنصل العام البريطاني بجدة، السيدة سيسل البليدي، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية لمطارات جدة، وممثلين عن الجهات الحكومية والأمنية والتشغيلية المشاركة في استقبال الحجاج، وجاء هذا الاستقبال ليعكس مستوى الجاهزية العالية التي بلغتها الجهات المعنية في المطار، وتكامل الجهود المبذولة لإنجاح خطط استقبال الحجيج منذ لحظة وصولهم إلى أرض المملكة.
وقد أعلنت مطارات جدة في وقت سابق عن استكمال جاهزيتها التامة لاستقبال الحجاج القادمين من مختلف دول العالم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وذلك من خلال إعداد خطط تشغيلية محكمة تستند إلى أفضل الممارسات التشغيلية العالمية، وترتكز على مفهوم "الحاج أولاً"، بتوفير تجربة ضيافة مرنة وسريعة ومتميزة تليق بمكانة الحرمين الشريفين، وتنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في خدمة ضيوف الرحمن.
وتضمنت هذه الجاهزية تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، وتوفير التقنيات الحديثة لدعم مختلف العمليات التشغيلية في المطار، حيث تم دعم منصات إنهاء إجراءات الحجاج بأحدث الأجهزة التقنية لتسريع خطوات دخولهم، والتأكد من مطابقة الوثائق وتسهيل الإجراءات الجمركية والأمنية عبر كوادر بشرية مؤهلة، تتحدث عدة لغات لتلبية احتياجات الحجاج القادمين من جنسيات وثقافات متنوعة، وذلك بالتعاون مع الجهات الأمنية والرقابية والتشغيلية.
وعملت مطارات جدة على تجهيز الصالات الخاصة باستقبال الحجاج من خلال إعداد ثلاث صالات رئيسية تم اعتمادها لهذا الموسم، تشمل: الصالة رقم (1)، والصالة الشمالية، ومجمع صالات الحج والعمرة، والتي تم تجهيزها بوسائل راحة متكاملة لضمان توفير تجربة عبور ميسّرة وسلسة للحجاج، بداية من لحظة وصولهم حتى مغادرتهم إلى المشاعر المقدسة.
ومن بين التجهيزات التي تم توفيرها ضمن الخطة التشغيلية للمطار، تجهيز 558 منصة لإنهاء إجراءات الجوازات، و407 منصات لقبول الأمتعة، إلى جانب 100 بوابة جسور متحركة لربط الطائرات بالصالات، ما يساهم في تسريع عمليات التفويج وتقليل زمن الانتظار، كما تم دعم المطار بـ81 جهاز تفتيش جمركي، و67 سيرًا مخصصًا لتسليم الأمتعة، و259 موقفًا مخصصًا للحافلات التي تنقل الحجاج إلى مقار إقامتهم أو إلى المشاعر المقدسة.
وتؤكد هذه التحضيرات الدقيقة مدى الالتزام العالي من قبل الجهات الحكومية والتشغيلية في المملكة لخدمة ضيوف الرحمن على الوجه الأمثل، والعمل بروح الفريق الواحد لتوفير كل ما من شأنه تسهيل أدائهم للشعائر الدينية بكل يسر وسهولة، ويأتي ذلك تماشيًا مع التوجيهات السامية التي تضع خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار في مقدمة الأولويات الوطنية.
كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية والسلامة العامة في جميع المرافق، عبر فرق عمل مدربة وجهات رقابية تعمل على مدار الساعة، لضمان انسيابية الحركة وضبط الجودة التشغيلية، مع التركيز على رفع كفاءة الأداء في الجوانب التقنية والخدمية، وتوفير البيئة الملائمة للحجاج بعد رحلة سفر طويلة، ليشعروا بالطمأنينة والراحة منذ لحظة وصولهم إلى المملكة.
ويُعد وصول أولى الرحلات من بريطانيا بمثابة انطلاقة رسمية لموسم الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والذي يُتوقع أن يشهد خلال الأيام المقبلة استقبال مئات الآلاف من الحجاج من مختلف أقطار العالم، حيث تعمل جميع الجهات وفق منظومة تنسيقية محكمة بهدف تقديم أرقى مستويات الخدمة في ضوء المعايير الدولية.
وتواصل مطارات جدة استعداداتها لمواكبة النمو المتوقع في أعداد الحجاج، من خلال تحديث مستمر للخطط التشغيلية وتطوير البنية التحتية وتعزيز كفاءة العاملين في الميدان، وذلك ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تقديم تجربة ضيافة سعودية استثنائية ضيوف الرحمن.