ينضم الثنائي عبد الله عبد الحميد وعبد العزيز آل سعد، الأربعاء المقبل، إلى معسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، في إطار استعدادات "الأخضر" للاستحقاقات الدولية المقبلة، وعلى رأسها التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي يسعى فيها المنتخب إلى الظهور بصورة أكثر قوة وتركيزًا.
ويأتي استدعاء عبد الحميد وآل سعد في توقيت مهم ضمن خطة الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي يواصل غربلة الأسماء واختبار العناصر الأنسب لتمثيل المنتخب في المرحلة القادمة، خصوصًا مع ارتفاع نسق المنافسة في البطولات القارية والدولية، وتنوع الخيارات المتاحة أمامه في مختلف المراكز.
عبد الله عبد الحميد، الذي يشغل مركز الظهير الأيسر، كان قد لفت الأنظار بمستوياته المتقدمة مع ناديه خلال الموسم الحالي، وبرز بأدائه الثابت وانضباطه العالي في التمرير والتحرك داخل الملعب، وقد نال إشادة عدد من المحللين والمتابعين الذين رأوا فيه مشروع ظهير عصري قادر على تقديم الإضافة في المناسبات الكبرى.
أما عبد العزيز آل سعد، لاعب خط الوسط المتقدم، فيُعد من الأسماء الشابة الصاعدة بسرعة في الكرة السعودية، حيث يتمتع بقدرات فنية عالية في التحكم بالكرة والرؤية الميدانية المميزة، ما جعله محط أنظار الطاقم الفني للمنتخب، الذي يسعى إلى دمج عناصر جديدة تواكب تطورات الأداء العالمي في خط الوسط.
ويعكس هذا الانضمام سياسة التحديث التي ينتهجها مانشيني منذ تسلمه قيادة الأخضر، إذ أكد مرارًا على أهمية إتاحة الفرصة للمواهب الشابة لإثبات أنفسهم على المستوى الدولي، وعدم الاعتماد فقط على الأسماء اللامعة ذات الخبرة الطويلة، كما تأتي هذه الخطوة ضمن نهج أوسع لتجديد الدماء، وإيجاد توليفة تجمع بين الخبرة والطموح.
وسيخضع اللاعبان لتقييم فني وبدني دقيق خلال أيام المعسكر، حيث يتضمن البرنامج سلسلة من التدريبات التكتيكية، ومباراة ودية مقررة الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يمنح خلالها مانشيني الفرصة للعناصر الجديدة للظهور وتقديم أنفسهم بالشكل الأمثل، ويهدف الجهاز الفني إلى تعزيز التنافس داخل المعسكر، بما ينعكس إيجابيًا على أداء المنتخب ككل.
وتحظى المرحلة المقبلة بأهمية بالغة في مشوار الأخضر، الذي يتطلع إلى استعادة بريقه القاري والدولي، بعد مشاركة غير مرضية في كأس آسيا، ومطالبات جماهيرية وإعلامية بإجراء تغييرات فنية وتنظيمية حقيقية، ويُراهن مانشيني على عامل الوقت لتكوين فريق قادر على خوض تصفيات المونديال بثقة وثبات.
وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا على استمرار البحث عن حلول طويلة الأمد في مراكز تشهد تحديًا مستمرًا في الكرة السعودية، مثل الظهير الأيسر وصانع اللعب، إذ لم يحظ المنتخب خلال السنوات الأخيرة بثبات نوعي في هذين المركزين، ما جعلهما محور نقاش دائم بين المتابعين والمدربين.
ويأمل الشارع الرياضي السعودي أن تشكل هذه التغييرات بداية فعلية لمرحلة جديدة تُعيد التوازن للأخضر، وتمنح الجماهير الثقة من جديد في قدرة المنتخب على مجاراة الكبار في المحافل الدولية، ويبقى الانضباط، والروح الجماعية، وتوظيف الطاقات الشابة، هي مفاتيح النجاح المرتقب خلال الفترة القادمة.