في إطار استعداداتها المكثفة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، أعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم عن تجهيز ثلاثة مراكز صحية متخصصة لفحص وعلاج حالات القدم السكري، وذلك في خطوة تهدف إلى تقديم رعاية صحية نوعية للحجاج القادمين، وتحديدًا أولئك الذين يعانون من مضاعفات مرض السكري المزمنة.
وأوضحت صحة القصيم أن هذه المراكز ستتوزع على عدد من النقاط الحيوية التي تشهد توافدًا كبيرًا من الحجاج، بما يضمن سرعة الوصول إليها وتقديم الخدمة بكفاءة وفعالية، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود متكاملة تقدمها المنظومة الصحية السعودية لضمان سلامة الحجاج طوال رحلتهم الإيمانية.
وتُعد القدم السكري من أبرز الحالات الصحية الشائعة بين الحجاج، خاصة كبار السن، نظرًا لما تتطلبه مناسك الحج من جهد بدني كبير ومشي طويل قد يؤدي إلى تفاقم الجروح أو القرح لدى مرضى السكري، ما يستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا ودقيقًا لتفادي المضاعفات، وتؤكد الجهات الصحية أن الوقاية المبكرة والتشخيص الدقيق عاملان أساسيان في الحد من هذه الحالات.
وتم تزويد المراكز الثلاثة بكوادر طبية وتمريضية متخصصة، إلى جانب توفير الأجهزة الطبية الحديثة اللازمة لتشخيص القدم السكري وعلاجها، بما في ذلك أجهزة فحص تدفق الدم بالأطراف وأدوات تعقيم متقدمة، فضلًا عن تجهيز غرف معالجة متكاملة تُراعي خصوصية الحالة الصحية للحاج وتضمن تلقيه رعاية فورية وآمنة.
وأشار مسؤولو صحة القصيم إلى أن إنشاء هذه المراكز يأتي في سياق خطة شاملة وضعتها وزارة الصحة لتعزيز الجاهزية الصحية لموسم الحج، لافتين إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع بقية المناطق الصحية والمستشفيات المتخصصة، من أجل نقل الحالات المتقدمة التي قد تحتاج إلى تدخل جراحي أو رعاية مركزة.
وتتضمن الخطة أيضًا حملات توعية تثقيفية موجهة إلى الحجاج، تشمل إرشادات حول كيفية العناية بالقدمين، وطرق الوقاية من التقرحات، والتأكد من ارتداء أحذية طبية مناسبة، كما تُوزّع كتيبات إرشادية متعددة اللغات لرفع مستوى الوعي بين الحجاج، خصوصًا غير الناطقين بالعربية.
وتعكس هذه الجهود التزام المملكة بتوفير منظومة صحية متكاملة لضيوف الرحمن، ترتكز على الاستباقية في الرعاية والتخصصية في التعامل مع الحالات المزمنة، إلى جانب ما توفره من خدمات طبية متطورة في مختلف المواقع، سواء في المنافذ الحدودية أو داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن موسم حج صحي وآمن للجميع.
ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بالحالات المزمنة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تولي أهمية كبيرة لتعزيز جودة الحياة والرعاية الصحية الوقائية، وتأكيدًا على أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل أولوية وطنية تتجند لها جميع الجهات الحكومية والخدمية سنويًا، لتقديم أرقى مستويات الخدمة والرعاية.
