استقبل معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وفدًا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي خلال زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
اللقاء الذي عقد في العاصمة الرياض، جاء في إطار الجهود المستمرة لتقوية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتي تمتد لعدة عقود، وتشمل مجالات متعددة من أبرزها الأمن الإقليمي، والطاقة، والاستثمار، ومكافحة التطرف، إضافة إلى قضايا المناخ والتنمية المستدامة، وهي ملفات باتت تمثل أولوية لدى الطرفين في ظل التحولات الدولية المتسارعة.
وتناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، بما يعكس حرص الجانبين على الاستمرار في التنسيق الوثيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وبما يعزز المصالح المتبادلة، كما أبدى الوفد الأمريكي تقديره للدور الذي تلعبه المملكة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، ولرؤيتها الطموحة في مجالات التحول الاقتصادي والاجتماعي، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
من جهته، أكد الجبير خلال الاجتماع على أهمية الشراكة بين المملكة والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التعاون القائم بين البلدين ساهم في مواجهة العديد من التحديات الإقليمية والعالمية، كما نوه بالدور الفاعل الذي تؤديه المملكة على المستويين السياسي والاقتصادي، ودعمها لجهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما جرى خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا الإقليمية الملحة، من أبرزها مستجدات الأوضاع في اليمن، وسبل دعم مسارات الحل السلمي، بالإضافة إلى مناقشة تطورات القضية الفلسطينية، والجهود الرامية إلى إيقاف التصعيد وضمان حماية المدنيين، وأكد الطرفان على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز الحوار والدبلوماسية كسبيل لحل النزاعات.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، ناقش الطرفان فرص الشراكة في مجالات الطاقة النظيفة، والتقنيات الحديثة، والاستثمار في البنية التحتية، مع التركيز على دور القطاع الخاص في تحفيز النمو المشترك، وقد أبدى الوفد الأمريكي اهتمامًا كبيرًا بالتجربة السعودية في تنويع مصادر الدخل وتحفيز الابتكار، مؤكدًا رغبة الكونغرس في توسيع دائرة التعاون الاقتصادي.
في السياق ذاته، شهد اللقاء تبادلًا لوجهات النظر حول التحديات المناخية العالمية، حيث استعرض الجبير جهود المملكة في هذا الملف من خلال مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، ومساهمتها في خفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة البيئية إقليميًا ودوليًا، وأبدى الوفد الأمريكي إعجابه بالخطوات العملية التي تتخذها السعودية في هذا الإطار.
ويأتي هذا الاجتماع ليؤكد استمرار الزخم في العلاقات السعودية الأمريكية، رغم التغيرات السياسية داخل الولايات المتحدة أو التحولات الإقليمية، ويُظهر رغبة مشتركة في البناء على أسس المصالح الاستراتيجية والثقة المتبادلة، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيارات متبادلة وخطوات عملية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
