في خطوة تعكس الطموح المتزايد للأندية السعودية نحو استقطاب أبرز نجوم كرة القدم العالمية، كشفت تقارير إنجليزية عن اهتمام نادي الهلال السعودي بالتعاقد مع قائد مانشستر يونايتد، البرتغالي برونو فيرنانديز، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، في صفقة قد تصل قيمتها إلى نحو 200 مليون جنيه إسترليني، ما يجعلها واحدة من أضخم الصفقات في تاريخ كرة القدم الآسيوية.
وأفادت صحيفة "ميرور" البريطانية أن إدارة الهلال أبدت استعدادها لتقديم عرض مالي ضخم من أجل إقناع مانشستر يونايتد بالتخلي عن قائد الفريق الأول، في ظل حالة الغموض التي تحيط بمستقبل اللاعب داخل قلعة "أولد ترافورد"، بعد موسم متذبذب شهد نتائج مخيبة للآمال، وخروج الفريق خالي الوفاض من البطولات الكبرى.
ويُعد برونو فيرنانديز واحدًا من أبرز صناع اللعب في أوروبا، حيث يملك سجلًا مميزًا في تسجيل الأهداف وصناعتها، ويتميز بقدرته على قيادة وسط الملعب، وتوزيع الكرات، والتنقل الذكي بين الخطوط، ما يجعله إضافة نوعية لأي فريق يسعى لبناء مشروع كروي تنافسي على أعلى مستوى، ويبدو أن الهلال يرى في اللاعب البرتغالي القطعة المفقودة لإكمال مشروعه الطموح قارّيًا وعالميًا.
وتأتي هذه الأنباء في ظل سياسة تعاقدية هجومية اعتمدتها الأندية السعودية خلال الموسمين الأخيرين، برعاية ودعم من صندوق الاستثمارات العامة، حيث نجحت في استقطاب عدد من أبرز نجوم أوروبا، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونغولو كانتي وساديو ماني، وهي خطوات أثارت اهتمام الصحافة العالمية وأعادت رسم خارطة سوق الانتقالات.
ورغم قيمة الصفقة المرتفعة، يرى بعض المحللين أن انتقال برونو إلى الهلال ليس مستحيلًا، خاصة إذا رغب اللاعب نفسه بخوض تجربة جديدة خارج أوروبا، أو إذا قرر مانشستر يونايتد الدخول في مرحلة إعادة بناء فني وإداري تحت قيادة جديدة محتملة، في ظل تراجع نتائج الفريق، وقد يكون العرض السعودي مغريًا على الصعيد المالي والشخصي، خصوصًا مع اقتراب اللاعب من دخول السنوات الأخيرة من ذروة عطائه الكروي.
في المقابل، تُبدي جماهير مانشستر يونايتد قلقها من فقدان أحد الأعمدة الرئيسية في الفريق، خاصة أن فيرنانديز يُعد القائد وصاحب الحضور الأقوى داخل غرفة الملابس، كما أن رحيله قد يفتح الباب أمام فراغ فني كبير في مركز صناعة اللعب، ما لم يتم التعاقد مع بديل بنفس الكفاءة والخبرة.
من الناحية التسويقية، فإن صفقة بهذا الحجم ستحمل أبعادًا كبيرة للهلال والدوري السعودي عمومًا، إذ أن فيرنانديز يتمتع بشعبية لافتة في البرتغال وأوروبا، وله حضور قوي على المنصات الرقمية، ما سيعزز من مكانة "الزعيم" كمشروع رياضي عالمي الطابع، كما أن ضمه سيشكل رسالة قوية حول جاذبية الدوري السعودي وقدرته على منافسة كبرى الدوريات الأوروبية.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الهلال أو مانشستر يونايتد أو اللاعب نفسه، إلا أن الأيام القادمة قد تحمل تطورات ملموسة، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم الأوروبي وبدء مرحلة الحسم في الانتقالات، وإذا تمّت الصفقة، فإنها ستكون بلا شك علامة فارقة في تاريخ الصفقات السعودية، وتأكيدًا إضافيًا على أن طموحات "الهلال" لا حدود لها.