في أجواء إيمانية وروحانية استثنائية، استقبل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة فجر اليوم أولى طلائع ضيوف الرحمن القادمين من المملكة المتحدة، إيذانًا ببدء موسم حج عام 1446هـ، حيث وصلت الرحلة الأولى وعلى متنها 142 حاجًا، وسط أجواء من الترحاب والتنظيم الدقيق.
وكان في مقدمة مستقبلي الحجاج في صالة الوصول القنصل العام البريطاني في جدة، السيدة سيسل البليدي، إلى جانب عدد من قيادات مطارات جدة وممثلين عن الجهات الحكومية والأمنية والتشغيلية المشاركة في منظومة الحج، في مشهد يعكس روح التعاون والتكامل بين الجهات المعنية لخدمة الحجاج.
وتأتي هذه الاستعدادات ضمن خطة تشغيلية شاملة أعلنتها شركة مطارات جدة، والتي تهدف إلى تسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن وتوفير تجربة سفر مريحة وآمنة، بدءًا من لحظة وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم بعد أداء المناسك.
وقد أكدت الشركة جاهزيتها الكاملة لاستقبال وفود الحجاج من مختلف دول العالم، من خلال تسخير كافة الإمكانيات البشرية والتقنية.
وشملت خطة التجهيز استقبال الحجاج في ثلاث صالات رئيسية، هي: الصالة رقم 1، والصالة الشمالية، ومجمع صالات الحج والعمرة، والتي تم إعدادها وتحديثها وفق أعلى المعايير العالمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج.
كما تم دعم هذه الصالات بـ558 منصة لإنهاء إجراءات الجوازات، وأكثر من 407 منصات مخصصة لقبول الأمتعة، مما يسهم في تقليص فترات الانتظار وتسهيل الحركة داخل المطار.
وفي إطار تعزيز الإجراءات التقنية، تم تجهيز المطار بـ100 بوابة جسور متحركة لربط الطائرات بالصالات، و81 جهازًا للتفتيش الجمركي، بالإضافة إلى 67 سيرًا لتسلم الأمتعة، و259 موقفًا مخصصًا للحافلات التي ستنقل الحجاج إلى مقار سكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كما تم إسناد تشغيل المنصات والخدمات إلى كوادر بشرية مؤهلة تتحدث عدة لغات، لضمان التواصل الفعّال مع الحجاج القادمين من مختلف الجنسيات والثقافات.
ويعكس هذا التوجه حرص الجهات التشغيلية في المطار على تقديم خدمات ذات جودة عالية، تراعي خصوصية الموسم وتنوع الحجاج.
وتأتي هذه الجهود انسجامًا مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تضع خدمة الحجاج والمعتمرين في مقدمة أولوياتها، وتسعى دومًا إلى تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي جعلت من تجربة الحج أحد أبرز المؤشرات في محور جودة الحياة.
ويُنتظر خلال الأيام المقبلة وصول المزيد من الرحلات القادمة من مختلف دول العالم، وسط استعدادات مكثفة تشرف عليها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، لضمان تقديم تجربة متميزة لحجاج بيت الله الحرام منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.