أكد فضيلة وكيل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتوعية والتوجيه، الشيخ حسين بن علي بكار، أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل شرفًا وواجبًا على الجميع في هذه البلاد الطاهرة، المملكة العربية السعودية، وأوضح أن هذه الخدمة تتم في ظل توجيهات سديدة واهتمام بالغ من حكومة المملكة الرشيدة، التي سخرت جميع الإمكانات البشرية والمادية لضمان أن يؤدي الحجاج مناسكهم بيسر وطمأنينة وأمن وسلام.
وقال إن هذا الدعم الكبير يأتي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، مما يعكس حرص القيادة على راحة وسلامة ضيوف الرحمن في كل مرحلة من مراحل الحج.
وأشار الشيخ بكار إلى أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، استنادًا إلى اختصاصاتها النوعية، تقدم خدمات توعوية هامة لضيوف الرحمن في المواقع المختلفة التي يفد إليها الحجاج، مثل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إضافة إلى المنافذ الأخرى، وبيّن أن الهدف الأساسي من هذه الخدمات هو تعزيز العقيدة الصحيحة لدى الحجاج، وتحقيق المقاصد الشرعية العظيمة لمناسك الحج، والتي تتصدرها قضية التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، كأساس راسخ ومركز لكل الأعمال الصالحة.
وتحدث فضيلة الوكيل عن كيفية استثمار الرئاسة العامة كل الإمكانات المتاحة لخدمة ضيوف الرحمن، عبر التواجد الدائم في المنافذ البرية والمطارات ومدن الحجاج، إلى جانب المراكز الميدانية والتوعوية التي تواكب العصر بخدماتها الرقمية وتقنياتها التفاعلية المتقدمة، وأكد أن الرئاسة حرصت على إيصال رسالتها التوعوية بلغات متعددة تصل إلى خمسة عشر لغة حية من خلال منصة الحج والعمرة والزيارة، وتطبيق "مبرور"، فضلاً عن توفير لغة الإشارة لتسهيل التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح الشيخ بكار أن هذه الرسائل والمحتويات التوعوية تصل إلى الحجاج عبر مجموعة من التقنيات الحديثة والمتنوعة، منها الشاشات التفاعلية، وكروت رمز الاستجابة السريعة QR، وجهاز Wi-Fi المعروف باسم "مبرور"، إلى جانب أجهزة الهولوجرام التي تقدم محتوى بصريًا مبتكرًا، ونظارات الواقع الافتراضي VR، وتقنية NFC، إضافة إلى شاشات العرض المتنوعة المنتشرة في المواقع الحيوية، وكل هذه الوسائل تهدف إلى تقديم تجربة تعليمية وتوعوية متميزة تسهم في تعزيز الوعي الديني والتوجيه الصحيح خلال أداء مناسك الحج.
ولفت فضيلته إلى أن هذه الجهود الكبيرة التي تقدمها الرئاسة العامة تأتي في إطار منظومة متكاملة تضم مختلف الجهات الحكومية والأهلية والقطاع غير الربحي، والتي تتعاون بتنسيق تام لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه، وشدد على أن هذا التعاون يمثل نموذجًا حقيقيًا للتكامل بين المؤسسات التي تعمل بلا كلل في ظل دعم غير محدود من قيادتنا الرشيدة، التي تضع راحة الحجاج وأمنهم في قمة أولوياتها.
وأضاف أن الرئاسة العامة لا تكتفي بتقديم الخدمات التوعوية فقط، بل تسعى باستمرار إلى تطوير أساليبها وتقنياتها لضمان وصول الرسالة التوعوية بأفضل شكل ممكن لجميع فئات الحجاج، بما يعزز من قيم الإيمان والتقوى، ويبعدهم عن المفاهيم المغلوطة أو التصرفات التي قد تعكر صفو مناسك الحج، وهذا الجهد يسهم في بناء وعي ديني راسخ يرتكز على مقاصد الشريعة والبعد عن التشدد أو الانحراف.
من جانب آخر، ذكر الشيخ حسين بكار أن توفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج لم يكن ليتم دون الدعم الحكومي الكبير، حيث تقدم وزارة الداخلية والجهات الأمنية والخدمية كافة التسهيلات لتأمين الحجاج وضمان انسيابية الحركة داخل المشاعر المقدسة، وأكد أن هذا الدعم يشمل تنظيم الطرق، والإشراف على وسائل النقل، إضافة إلى الرقابة الصحية والوقائية التي تضمن سلامة ضيوف الرحمن خلال فترة وجودهم في المملكة.
في الختام، شدد فضيلة الوكيل على أهمية أن يستشعر كل حاج مسؤولية أداء مناسك الحج وفق الضوابط الشرعية والتوجيهات التوعوية التي توفرها الرئاسة العامة، وذلك للحفاظ على قدسية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وقال إن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد مهمة إدارية، بل شرف عظيم وحق لكل مسلم ومسلمة على أرض المملكة، وحرص القيادة الحكيمة على هذا الشرف هو ما يجعل موسم الحج ينطلق كل عام بأمان وطمأنينة، مما يعكس الوجه الحضاري للمملكة ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.