السعودية
9 آلاف موقع تراثي في المملكة.. وعدس: نمتلك ثروة حضارية لا تقدّر بثمن
كتب بواسطة: احمد باشا |

أكّد الدكتور عدنان عدس، مدير البرامج في اللجنة الوطنية للمعالم والمواقع التاريخية «آلايكوموس» السعودي، على الأهمية الكبيرة التي تمثلها المواقع التراثية في المملكة العربية السعودية، معتبرًا إياها ثروة وطنية وثقافية فريدة تعكس عمق التاريخ الإسلامي والحضاري للمنطقة.

جاء ذلك خلال مداخلته عبر قناة «الإخبارية»، حيث أشار إلى أن المملكة تحتضن أكثر من 9 آلاف موقع تراثي متنوع، يتوزعون على مختلف مناطقها، ويشكّلون جزءًا مهمًا من هوية المملكة الثقافية والروحية.

وأوضح الدكتور عدس أن من بين هذه المواقع التراثية هناك أكثر من 1000 موقع ديني بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، تتنوّع ما بين أماكن ارتبطت مباشرة بالسيرة النبوية المشرفة، وأخرى كانت مسرحًا لأحداث عظيمة في التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تحمل قيمة تاريخية وروحية لا تقدّر بثمن، وينبغي توثيقها والحفاظ عليها بما يليق بمكانتها.

ومن بين أبرز هذه المواقع التي ذكرها عدس، أشار إلى جبل النور الذي يحتوي على غار حراء، المكان الذي نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم –، بالإضافة إلى حي حراء الثقافي الذي يتم تطويره حاليًا ليصبح مركزًا حضاريًا يعكس أجواء السيرة العطرة، ومسجد البيعة في منى الذي شهد واحدة من أهم البيعات في التاريخ الإسلامي.

كما نوّه إلى وجود العديد من المواقع الطبيعية التي ورد ذكرها في كتب السيرة النبوية، والتي تُعدّ شاهدًا حيًا على أحداث عظيمة لا تزال محفورة في ذاكرة الأمة الإسلامية.

وبيّن الدكتور عدس أن الاهتمام بالمواقع الدينية والتاريخية لا يقتصر فقط على التوثيق والتنقيب، بل يمتد ليشمل تطوير التجربة الثقافية للسائح والزائر، وربط الزائر بالمكان من خلال القصص التاريخية والتجربة التفاعلية، مما يرسّخ مفاهيم الانتماء والتقدير للموروث الحضاري والديني.

وأشار كذلك إلى أن «آلايكوموس» السعودي يعمل حاليًا بالتعاون مع جهات محلية ودولية لتسجيل عدد من هذه المواقع في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، لما تمثله من قيمة إنسانية ودينية عالمية، مؤكدًا أن المملكة، ضمن مستهدفات رؤية 2030، تسير بخطى واثقة في تعزيز البعد الثقافي والتراثي، وفتح آفاق جديدة للسياحة الثقافية والدينية، مع المحافظة على الهوية الإسلامية الأصيلة.

وختم حديثه بالتأكيد على أهمية إشراك المجتمع في الحفاظ على هذه المواقع، سواء من خلال التوعية أو المشاركة المجتمعية أو عبر تعزيز المناهج التعليمية التي تسلط الضوء على تراث المملكة التاريخي والديني، معتبرًا أن التراث ليس فقط للماضي، بل هو ركيزة أساسية في صناعة المستقبل.