شاشات ذكية
"شاشات ذكية" في المسجد النبوي لتمكين الزائرات من المعرفة الشرعية
كتب بواسطة: محمد خالد |

في إطار الجهود المتواصلة للارتقاء بخدمات الزائرات وتعزيز تجربتهن الإيمانية داخل المسجد النبوي، دشّنت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد النبوي، اليوم، مبادرة ذكية جديدة تُعد الأولى من نوعها، تمثلت في إطلاق مسار إثرائي ذكي داخل المصليات النسائية عبر شاشات تفاعلية متطورة، تهدف إلى تقديم خدمات معرفية شرعية بوسائل تقنية حديثة، تجمع بين التوعية والإبداع وسهولة الوصول إلى المحتوى.

ويُعد المشروع الجديد نقلة نوعية في تقديم الخدمات التوعوية والإرشادية داخل أروقة المسجد النبوي، حيث ستمكّن الشاشات التفاعلية الزائرات من تصفح الكتب والمراجع الشرعية، والاطلاع على الفتاوى المعتمدة، وتحميل المواد الدينية بلغات متعددة دون الحاجة إلى تدخل بشري، بما يسهم في تيسير المعرفة الشرعية بأسلوب عصري يناسب مختلف الفئات العمرية والثقافية.

وتدعم هذه الشاشات التفاعلية 19 لغة عالمية، تشمل اللغات الأكثر استخدامًا بين الزائرات، ما يعزز من شمولية الخدمة ويضمن إيصال الرسالة الدينية والشرعية إلى أكبر شريحة من ضيفات الرحمن القادمات من شتى بقاع الأرض.

وتتوفر هذه الخدمات بشكل متواصل على مدار الساعة داخل المصليات النسائية، ما يعكس حرص الوكالة على التواجد المعرفي المستمر لتلبية احتياجات الزائرات طوال اليوم.

وقد أعربت وكالة الشؤون النسائية عن شكرها وتقديرها للشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، على دعمه المتواصل وحرصه على إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تطوير بيئة المسجد النبوي وتقديم الخدمات بأعلى درجات الكفاءة والتميز.

وأكدت الوكالة أن هذه المبادرة تأتي ضمن منظومة المبادرات التقنية المعتمدة ضمن الخطة التشغيلية لموسم حج 1446هـ، والتي تهدف إلى توظيف أحدث الوسائل الذكية لخدمة الزوار، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويُعد هذا المسار الإثرائي الذكي ثمرة من ثمار الدمج بين التقنية والمعرفة، ويجسّد توجهًا حديثًا في تيسير سبل التعلّم والوعي الديني للمرأة المسلمة في أقدس البقاع، من خلال تقديم المعلومة الشرعية بلغة بسيطة وتفاعلية بعيدًا عن التعقيد، مما يسهم في تعزيز الوسطية والاعتدال ونشر الوعي الديني السليم في بيئة تعبّدية هادئة ومهيأة لذلك.

ويُنتظر أن يحقق هذا المشروع تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا على واقع الخدمات المقدّمة للزائرات، ليس فقط من حيث توفير المعلومة، بل أيضًا من خلال تعزيز شعور الانتماء والراحة النفسية لهن، وتقديم بيئة معرفية تليق بمكانة المسجد النبوي كمقصد ديني وروحي لملايين المسلمات حول العالم.

ويُعد المشروع أيضًا جزءًا من رؤية شاملة تتبناها رئاسة الشؤون الدينية تهدف إلى دمج التقنية في كل جوانب العمل الدعوي والإرشادي، وتوفير محتوى موثوق ومتاح للجميع بأفضل الوسائل الممكنة.

وبذلك، يتحقق هدف نبيل يتمثل في تسهيل أداء الشعائر وتقديم الإرشاد الديني الدقيق بطريقة تتماشى مع العصر، دون أن تمس بثوابت الدين أو قدسية المكان.

المبادرة ليست مجرد شاشات إلكترونية، بل منصة تفاعلية متكاملة تجمع بين التعليم والتوجيه والاستشارة الفقهية، وتمكّن الزائرات من التفاعل مع مصادر المعرفة بشكل مباشر وسهل.

وهو ما يؤكد ريادة المسجد النبوي في تقديم خدمات نوعية، تجمع بين الأصالة والتجديد، وتضع الزائرة في قلب التجربة المعرفية والدينية.

بهذه المبادرة الذكية، تثبت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد النبوي أنها تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز تجربة الزائرات، والارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة لهن، وتوسيع نطاق الفائدة من خلال التقنيات الحديثة، وبذلك تواكب متطلبات الحاضر مع الحفاظ على روحانية المكان ومكانته الرفيعة.