وصلت طلائع الحجاج اليمنيين إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة قادمة من مطار صنعاء، استعدادًا لأداء مناسك الحج في موسم هذا العام، في رحلة اتسمت بتنظيم محكم وتنسيق عالٍ بين الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية واليمن، بما يعكس حرص المملكة على تيسير وصول ضيوف الرحمن وتوفير أرقى الخدمات لهم منذ لحظة قدومهم.
وعبر الحجاج اليمنيون الذين التقتهم كاميرات قناة العربية، عن فرحتهم الكبيرة وسعادتهم بالوصول إلى أرض الحرمين الشريفين، مؤكدين أن مشاعر الراحة والاطمئنان قد سيطرت عليهم بعد استقبالات مميزة وتجهيزات استثنائية.
وقال أحد الحجاج في لقاء مباشر إنه قدم من صنعاء عبر رحلة متميزة وجد فيها كل ما يسهل عليه أداء المناسك، مضيفًا أنه وصل مع زوجته وعدد من أفراد عائلته، وأنه عاش شعورًا فريدًا يتمناه كل مسلم يسعى للحج.
وأكدت حاجّة يمنية أخرى أن التجهيزات والتنظيم العالي أسهموا في شعورها بالطمأنينة والسكينة، معتبرة أن هذه التجربة جاءت لتدعم مكانة المملكة كقلب ينبض بالحفاوة والكرم لضيوف الرحمن.
هذا وقد جاءت رحلة الحجاج اليمنيين في ظل إجراءات أمنية وتنظيمية محكمة، قامت بها الجهات المعنية بالمملكة، من أجل ضمان سلامة الحجاج وتيسير رحلتهم بشكل يليق بالمكانة الدينية والإنسانية للحج.
وتضمنت هذه الإجراءات تسهيل إجراءات الدخول عبر المطار، وتسخير كافة الإمكانيات التقنية والبشرية لتسهيل تنقل الحجاج من المطار إلى مقار إقامتهم ومواقع أداء المناسك، بالإضافة إلى توفير خدمات الدعم الطبي والإرشادي طوال فترة وجودهم على الأراضي المقدسة.
ويأتي هذا الاستقبال المميز ضمن جهود المملكة المستمرة التي تبذلها كل عام لتسهيل أداء فريضة الحج على المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يتضح من خلال التعاون الوثيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، إلى جانب التنسيق مع الجهات الصحية والأمنية، لضمان تقديم خدمات شاملة ترتقي إلى تطلعات الحجاج وتلبي متطلباتهم بأفضل صورة ممكنة.
في هذا السياق، أكد مسؤولون في مطار الملك عبدالعزيز الدولي أن هناك استعدادات مكثفة لاستقبال قوافل الحجاج من مختلف الجنسيات، مع التركيز على توفير خدمات متكاملة ومتنوعة تضمن راحة الحجاج، مثل مراكز الاستقبال والتموين، ونقاط الإرشاد متعددة اللغات، فضلاً عن خدمات التنقل والمواصلات التي تعمل على تسهيل انتقال الحجاج بين أماكن إقامتهم ومواقع المناسك.
كما أشادت العديد من الجهات والمنظمات الدينية والاجتماعية اليمنية بما تقدمه المملكة من تسهيلات وخدمات للحجاج اليمنيين، معتبرة أن هذه المبادرات تعزز أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين، وتسهم في دعم جهود اليمنيين لأداء مناسك الحج بكل يسر وطمأنينة.
ويُذكر أن المملكة وضعت خلال السنوات الماضية خططًا استراتيجية لتطوير منظومة الحج والعمرة، شملت تحديث البنية التحتية للمطارات والموانئ، وتطوير النقل، ورفع كفاءة الخدمات الصحية واللوجستية، بما يواكب الطلب المتزايد على أداء الفريضة.
كما أنها تخصص موارد كبيرة لتنظيم حركة الحجاج وضمان سلامتهم، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والصحية التي تستدعي يقظة دائمة وتنسيقًا عالي المستوى.
وبوصول هذه الطلائع اليمنية، تبدأ فعاليات موسم الحج في مشهد تجسّد فيه المملكة قيمها الدينية والإنسانية، مع التأكيد على مواصلة الجهود لتقديم بيئة آمنة ومستقرة للحجاج، تساعدهم على أداء مناسكهم بروح من السكينة والطمأنينة، بعيدًا عن أي معوقات أو عوائق.
بهذه الخطوات، تستمر السعودية في تعزيز ريادتها كوجهة رئيسية للحج والعمرة، مؤمنة بأن خدمة ضيوف الرحمن هي رسالة سامية وواجب ديني وإنساني، تتجلى فيها أسمى معاني الكرم والضيافة الإسلامية.