في خطوة نوعية تعكس الحرص على توفير رعاية صحية استباقية لضيوف الرحمن، أطلق تجمع القصيم الصحي مبادرة «فحص القدم السكري للحجاج»، مستهدفًا من خلالها تقديم خدمات طبية مخصصة لمرضى السكري من الحجاج الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام.
وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي التجمع لتوفير بيئة صحية داعمة وآمنة، تعين الحجاج على أداء مناسكهم براحة وطمأنينة، وخصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب متابعة دقيقة.
وأكد التجمع أن هذه المبادرة تمثل بُعدًا وقائيًا مهمًا، إذ تهدف لحماية مرضى السكري من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر على القدم، مثل القرح، والجروح، والحروق، وهي من أبرز المشكلات التي تهدد قدرة المصاب على الحركة والتنقل، لا سيما في بيئة الحج التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، ومشيًا لمسافات طويلة في ظروف مناخية وجغرافية متنوعة.
وأوضح التجمع أن المبادرة لا تقتصر على الفحص فقط، بل تشمل أيضًا برامج توعوية تثقيفية تركز على سبل الوقاية من مضاعفات القدم السكري، وطرق العناية اليومية، بما يرفع من وعي الحجاج ويمكّنهم من التعامل مع حالتهم الصحية باحترافية ومسؤولية.
ويُعد رفع مستوى الوعي الصحي لدى الحجاج أحد الأهداف الأساسية لهذه المبادرة، حيث تسهم الثقافة الصحية في تقليل نسب الإصابة بالمضاعفات، وتحسين جودة الحياة خلال أداء المناسك.
ومن أجل تقديم هذه الخدمة النوعية، جهّز التجمع عددًا من المراكز الصحية المتخصصة لاستقبال الحجاج وتقديم الفحوصات والرعاية اللازمة، تشمل: مركز الشيخ فهد العويضة للقدم السكرية في مدينة بريدة، مركز السكر بمستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة، ومركز السكر بمستشفى الرس العام.
وقد تم تزويد هذه المراكز بالكوادر الطبية المؤهلة والتجهيزات الحديثة اللازمة لضمان تقديم خدمة طبية بمعايير عالية من الجودة والاحتراف.
ويؤكد تجمع القصيم الصحي أن هذه الخطوة تأتي ضمن حزمة من البرامج والخطط الوقائية التي بدأ في تنفيذها استعدادًا لموسم الحج 1446هـ، والتي تهدف إلى تمكين الحجاج، خاصة المرضى، من أداء المناسك بأمان دون عوائق صحية مفاجئة.
وتُجسِّد هذه المبادرة التزام التجمع بتوفير منظومة صحية متكاملة تراعي التنوع في احتياجات الحجاج، وتترجم الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين تجربة الحج من جميع النواحي، ولا سيما الصحية منها.
كما يعكس المشروع رؤية المملكة الصحية التي ترتكز على التوسع في الخدمات الوقائية، وتفعيل برامج التوعية، وتقريب الخدمات التخصصية من المستفيدين، لتتحول الرعاية من ردة فعل إلى مبادرة استباقية تراعي الفروق الصحية وتضع كل حاج في مركز الاهتمام.
ويُعد مرض القدم السكري أحد التحديات الصحية التي تتطلب وعيًا دائمًا ومتابعة دقيقة، إذ يمكن أن يؤدي الإهمال في العناية بها إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهابات والغرغرينا، مما قد يعيق الحاج عن مواصلة أداء المناسك أو يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
لذا، فإن توفير مثل هذه الخدمة الوقائية في مرحلة ما قبل الوصول إلى المشاعر المقدسة، يعكس تفوقًا صحيًا واستعدادًا استثنائيًا من قبل الجهات المعنية.
وفي ختام الإعلان، جدد تجمع القصيم الصحي تأكيده على أن هذه المبادرة ليست سوى واحدة من جهود متعددة تُبذل ضمن منظومة صحية وطنية متكاملة، تهدف إلى تقديم أفضل مستويات الرعاية لضيوف الرحمن، وتجسيد قيم الرحمة والمسؤولية والاحتراف في كل خطوة من خطوات خدمة الحجاج.