واصل الذهب تسجيل مكاسب لافتة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، ليقترب من أعلى مستوى له في أسبوعين، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد حالة الترقب لدى المستثمرين لبيانات اقتصادية مرتقبة من الولايات المتحدة، إذ يسعى السوق للحصول على مؤشرات أوضح بشأن المسار المستقبلي لسياسة أسعار الفائدة، وهو ما عزز جاذبية المعدن النفيس في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
وسجّل الذهب في المعاملات الفورية سعرًا قدره 3339.99 دولارًا للأوقية، وهو مستوى يُعتبر من بين الأعلى خلال الأسبوعين الماضيين، ما يعكس شهية متزايدة للمخاطرة لدى المستثمرين الراغبين في التحوط من احتمالات التباطؤ الاقتصادي والتغيرات المرتقبة في سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 0.8 بالمئة لتصل إلى 3339.80 دولارًا، في إشارة إلى تباين التوقعات قصيرة الأجل بشأن حركة الأسعار.
ويرى محللون أن ضعف الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، كما أن أي تلميح بشأن تثبيت أو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة قد يضيف زخمًا إضافيًا لسوق المعادن الثمينة، خاصةً أن الذهب لا يدر عوائد ثابتة، ما يجعله حساسًا للتحركات في عوائد السندات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالمعادن الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 بالمئة لتسجل 33.38 دولارًا للأوقية، مستفيدة من الزخم العام الذي يدعم المعادن الثمينة، بينما استقر البلاتين عند مستوى 1084.28 دولارًا للأوقية، وسط توازن بين العرض والطلب، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.3 بالمئة ليبلغ 984.25 دولارًا، متأثرًا بانخفاض الطلب الصناعي.
وتظل أعين المستثمرين مركزة على البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، والتي تشمل تقارير سوق العمل ونمو الناتج المحلي الإجمالي، حيث من المرجح أن تؤثر هذه البيانات بشكل مباشر على التوقعات المتعلقة بالسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي على تحركات الذهب في المدى القريب، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تباطؤ عالمي يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الذهب.