"الدفاع" توسع خدماتها الصحية ضمن رؤية 2030
كتب بواسطة: سوسن البازل |

أكدت وزارة الدفاع السعودية عزمها على تطوير المنظومة الصحية التابعة لها، بما يضمن تحقيق الوصول الشامل للخدمات الطبية وتعزيز كفاءة الأداء وجودة الرعاية، وذلك ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبيّنت الوزارة أن خططها الصحية الجديدة تركز على توسيع نطاق التغطية، وتحقيق التكامل بين وحداتها الطبية المختلفة، مع اعتماد أحدث التقنيات الطبية والمعايير العالمية في تقديم الخدمات الصحية.

ويأتي هذا الإعلان في سياق التحول المؤسسي الذي تشهده وزارة الدفاع في مختلف قطاعاتها، حيث تسعى إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة لمنسوبيها من عسكريين ومدنيين، بما يشمل الرعاية الصحية التي تُعد أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الدعم والإسناد، وتعمل الوزارة على بناء نموذج صحي متكامل يتماشى مع التطلعات الوطنية، ويعزز استدامة الخدمات الطبية على المدى الطويل، مستندة إلى بنية تحتية قوية وكوادر وطنية متخصصة.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع أن المرحلة الحالية من تطوير المنظومة الصحية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: التوسع الجغرافي في تقديم الخدمات الطبية، والارتقاء بكفاءة المنشآت الصحية والتقنية، وتأهيل الكوادر الطبية والإدارية السعودية لتولي القيادة في مختلف مستويات الخدمة الصحية، وأضاف أن الوزارة تؤمن بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، وتعمل على تأهيل الأطباء والممارسين الصحيين عبر برامج تدريبية محلية ودولية، مع دعم البحث العلمي والتطوير الطبي في منشآتها.

وشددت الوزارة على أن تحقيق الشمول الصحي يتطلب توفير الخدمات لجميع المستفيدين في مختلف المناطق، دون أن يكون الموقع الجغرافي عائقًا أمام الحصول على الرعاية؛ ولهذا، شرعت الوزارة في تطوير البنية التحتية للعديد من المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لها، مع إطلاق مشروعات مستقبلية لافتتاح مرافق جديدة في مناطق لم تكن مشمولة سابقًا بخدمات طبية متخصصة.

إلى جانب التوسع الجغرافي، يجري العمل على تحديث التجهيزات والمرافق الطبية لتكون على مستوى عالٍ من الكفاءة والجاهزية، وقد أكدت الوزارة أن تحسين تجربة المريض هو أولوية قصوى، ولذلك يتم تعزيز النظم الرقمية، وتطبيق الملفات الصحية الإلكترونية، وتوفير خدمات الاستشارات عن بعد، لضمان استمرارية الرعاية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات الطبية بدقة وسرعة.

وفي هذا الإطار، أشارت وزارة الدفاع إلى أن مستشفياتها سجلت تقدمًا ملموسًا في تطبيق معايير الجودة والسلامة المعتمدة عالميًا، كما تم اعتماد بعض منشآتها من جهات صحية مرموقة، ما يعكس الجهد المبذول في رفع كفاءة الأداء وتحقيق التميز المؤسسي، كما تُولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا بقياس رضا المستفيدين، من خلال مؤشرات أداء دقيقة تُراجع بشكل دوري لتحسين الخدمات بناءً على التغذية الراجعة من المرضى وذويهم.

ويُعتبر تمكين الكوادر الوطنية أحد الأهداف المحورية في هذه المرحلة، حيث تعمل الوزارة على استقطاب أفضل الكفاءات السعودية وتطويرها مهنيًا، عبر الشراكات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والمراكز البحثية، كما تم إطلاق عدة برامج للابتعاث والتدريب المتخصص، تهدف إلى إعداد جيل من القادة الطبيين القادرين على الإسهام في إدارة وتشغيل المرافق الصحية وفق أعلى المعايير.

تؤكد هذه الخطوات أن وزارة الدفاع لا تنظر إلى الخدمات الصحية كعنصر ثانوي، بل كجزء أساسي من منظومة متكاملة تهدف إلى رفع جودة حياة منسوبيها وتحقيق بيئة عمل متكاملة ومستقرة، وتأتي هذه المبادرات انسجامًا مع أهداف التحول الوطني، الذي يسعى إلى تحسين الرعاية الصحية على مستوى المملكة، ودعم النمو البشري والتقني الذي يواكب مستجدات العصر.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار