مدينة الحجاج بالوديعة تستقبل أكثر من 11 ألف حاج يمني
مدينة الحجاج بالوديعة تستقبل أكثر من 11 ألف حاج يمني
كتب بواسطة: ليلى فهد |

في مشهد يعكس روح الضيافة السعودية واهتمامها الكبير بضيوف الرحمن، استقبلت مدينة الحجاج بمنفذ الوديعة الحدودي أكثر من 11 ألف حاج يمني قدموا من مختلف المحافظات اليمنية، في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج لهذا العام، وجاءت هذه الاستعدادات بتوجيهات من القيادة الرشيدة وضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة المملكة لتيسير أداء مناسك الحج للوافدين من مختلف دول العالم، لا سيما من اليمن الشقيق الذي يربطه بالمملكة عمق تاريخي وإنساني وديني كبير.

وتشهد مدينة الحجاج بالوديعة استعدادات مكثفة على مدار الساعة لتوفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وذلك بالتعاون بين عدد من الجهات الحكومية، من ضمنها وزارة الحج والعمرة، والجوازات، والهلال الأحمر السعودي، ووزارة الصحة، وعدد من الجهات الأمنية والخدمية الأخرى، لضمان انسيابية الإجراءات وسهولة مرور الحجاج في أجواء آمنة ومريحة تعكس الصورة المشرّفة لخدمة ضيوف الرحمن.

وقد أبدى الحجاج القادمون من اليمن ارتياحهم الكبير لمستوى التنظيم وحسن الاستقبال، مشيدين بجهود العاملين في مدينة الحجاج، حيث قُدمت لهم مختلف التسهيلات منذ لحظة وصولهم إلى المنفذ، بما في ذلك سرعة إنهاء الإجراءات الرسمية، وتوفير أماكن الراحة، ووجبات الإعاشة، والخدمات الطبية والإسعافية، إلى جانب الدعم الإرشادي والتوجيهي الذي ساعدهم على معرفة الخطوات التالية في رحلة الحج.

وتحرص الجهات المعنية في مدينة الحجاج بالوديعة على تنفيذ خطة تشغيلية متكاملة تشمل الجوانب الإدارية والتنظيمية والصحية، مع التركيز على تعزيز كفاءة التعامل مع الأعداد الكبيرة من الحجاج بشكل مرن وفعّال، كما يجري تفعيل منظومة من الخدمات الذكية التي تُسهل عمليات التسجيل والتوثيق، بالتكامل مع الأنظمة الرقمية المتقدمة التي أطلقتها وزارة الداخلية ووزارة الحج في السنوات الأخيرة، ضمن رؤية المملكة 2030.

وقد شملت الاستعدادات توزيع فرق تطوعية وطبية لخدمة الحجاج، وتوفير مترجمين بعدة لغات لتسهيل التواصل مع غير الناطقين بالعربية، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية عن كيفية أداء المناسك بشكل صحيح، وتوزيع الكتيبات الإرشادية والمصاحف والمستلزمات الصحية، كما خُصصت أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، في خطوة إنسانية تؤكد التزام المملكة بخدمة جميع فئات الحجاج دون استثناء.

وأوضح المسؤولون في المنفذ أن العمل يتم وفق منظومة تنسيق متكاملة، تتسم بالمرونة والانضباط، وتُراعي الجوانب الأمنية والوقائية، في ظل استمرار التوجيهات بالعناية بضيوف الرحمن وتيسير أداء المناسك بيسر وسلامة، وقد تم تدريب العاملين في مدينة الحجاج مسبقًا للتعامل مع الحشود، وتقديم الخدمات بشكل احترافي، بما يُعزز من جودة الأداء وسرعة الإنجاز.

وتأتي هذه الجهود امتدادًا لتاريخ طويل من العطاء والرعاية توليه المملكة للحجاج القادمين من اليمن، والتي تجسّد عمق العلاقة الأخوية والروابط الإسلامية الوثيقة بين الشعبين، كما تبرهن على التزام المملكة بدورها الريادي في خدمة الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات، خاصة في ظل ما تقدمه من مبادرات متواصلة لتحسين تجربة الحج وتسهيلها بشكل مستدام.

ومع تواصل تدفق الحجاج عبر منفذ الوديعة خلال الأيام المقبلة، تواصل الجهات المختصة عملها على مدار الساعة لضمان أفضل مستوى من الخدمات، ومواصلة تنفيذ الخطة التشغيلية وفق أعلى معايير الكفاءة والجاهزية، ويُتوقع أن يتزايد عدد الحجاج القادمين من اليمن خلال الأيام القادمة، وسط إشادة واسعة من الجهات اليمنية الرسمية وغير الرسمية بالدور الذي تقوم به المملكة في تسهيل أداء مناسك الحج لأبناء الشعب اليمني الشقيق.