وزارة الشؤون الإسلامية
وزارة الشؤون الإسلامية تُقدّم خدمات إرشادية بـ10 لغات لـ100 جنسية
كتب بواسطة: سوسن البازل |

رغم تنوع الجنسيات واختلاف اللغات والثقافات، يؤدي أكثر من مليون ونصف حاج مناسك الحج هذا العام في مشهد مهيب من الانسجام والتناغم، توحّدهم وجهة واحدة ويقودهم هدف مشترك، بينما تتلاشى حواجز التواصل أمام دقة التنظيم وروحانية الزمان والمكان.

وقد أسهمت الابتكارات التقنية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، بدور محوري في تعزيز هذا الانسجام، من خلال خدمات الترجمة الفورية عبر الهواتف الذكية، وأجهزة موزعة في مواقع استراتيجية داخل المشاعر المقدسة، تمكّن الحجاج من فهم الإرشادات والتعليمات بلغات متعددة خلال ثوانٍ، في إطار جهود نوعية تهدف إلى رفع جودة تجربة الحج وتيسيرها على مختلف القادمين من أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، قدّمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مبادرة رائدة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، بتوفير فرق ترجمة ميدانية متخصصة تتولى تقديم التوعية الدينية للحجاج بأكثر من عشر لغات عالمية، شملت: الإنجليزية، والفرنسية، والتايلندية، والصربية، والأردية، والهولندية، والفلبينية، والأمهرية، والإندونيسية، والألمانية، والتركية، إلى جانب لغات إضافية يتم توفيرها وفقًا لاحتياج الميدان.

كما أطلقت الوزارة خدمة الهاتف المجاني التي تمكّن الحجاج من التواصل مباشرة مع المختصين، وطرح استفساراتهم الدينية بعدة لغات، مستهدفة استقبال أكثر من 500 ألف مكالمة خلال الموسم، بالإضافة إلى بث أربعة ملايين رسالة توعوية عبر الشاشات الإلكترونية المنتشرة في المشاعر، و100 مليون رسالة نصية قصيرة وُجهت لهواتف الحجاج، في خطوة تعكس الاستفادة القصوى من أدوات التقنية في التوعية والإرشاد.

وفي إطار التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، أكملت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لترجمة خطبة يوم عرفة لموسم حج 1446هـ إلى 35 لغة عالمية، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في مشروع نوعي يستهدف أكثر من خمسة ملايين مستفيد حول العالم، ويعكس الرسالة الوسطية والرحيمة التي تحملها شعائر الإسلام وتعاليمه.

ويمثل هذا التكامل بين الإنسان والتقنية، وبين التنظيم والترجمة، نموذجًا عالميًا متقدمًا في إدارة الحشود متعددة الجنسيات، ويجسّد التزام المملكة العربية السعودية برسالتها الدينية والإنسانية، وحرصها على أن تكون تجربة الحج ميسّرة وآمنة وشاملة، تلبّي احتياجات ضيوف الرحمن مهما اختلفت لغاتهم وثقافاتهم.

وفي موسم تتوحد فيه الخطى، وتتوحد فيه القلوب على نية واحدة، تصبح التقنية حليفًا للتيسير، والترجمة جسرًا للفهم، والحج تجربة روحانية تتجاوز حدود اللغة، تفيض على المشاركين جميعًا بسكينة الإيمان وشرف المكان.