تلقّى الوسط الرياضي السعودي نبأ إصابة المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، لاعب نادي الاتحاد، بقلق بالغ، بعدما أكدت مصادر طبية خروجه من حسابات الفريق حتى نهاية الموسم، وهو ما يعني رسميًا فقدانه فرصة المنافسة على لقب هداف دوري روشن السعودي هذا العام، والإصابة التي ألمّت بالنجم الهداف جاءت في توقيت حاسم، مع اقتراب ختام الموسم وتحديد مصير المنافسات الفردية والجماعية، ما يُعد ضربة موجعة للفريق الاتحادي ولحمد الله شخصيًا الذي كان يسعى للظفر باللقب للمرة الثالثة في مسيرته بالدوري السعودي.
ووفقًا للتقارير الطبية التي صدرت عن الجهاز الطبي في نادي الاتحاد، فإن اللاعب تعرض لإصابة عضلية خلال إحدى الحصص التدريبية، بعد شعوره بآلام في العضلة الخلفية، تبيّن لاحقًا أنها تمزق يتطلب فترة علاج وتأهيل تتجاوز عدة أسابيع، وهو ما يعني غيابه عن المباريات المتبقية من الموسم، ومن المرجح أن يخضع حمد الله لبرنامج تأهيلي مكثف يمتد حتى بداية فترة الإعداد للموسم الجديد، حيث يسعى الجهاز الفني والطبي لإعادته بأفضل حالة ممكنة.
ويُعد غياب حمد الله خسارة كبيرة للفريق الاتحادي الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير في الخط الأمامي، لا سيما في ظل غياب الاستقرار الهجومي الذي رافق الفريق هذا الموسم، كما يُفقد الاتحاد أحد أهم عناصر الحسم في المباريات الصعبة، بالنظر إلى خبرة اللاعب وفاعليته داخل منطقة الجزاء، وقدرته على صناعة الفارق في لحظات الحسم، وهو ما يضع الجهاز الفني في مأزق حقيقي لإيجاد بديل بنفس الكفاءة.
وكان حمد الله قد خاض موسمًا جيدًا على الصعيد الفردي، حيث سجل عددًا من الأهداف الحاسمة التي ساهمت في بقاء الاتحاد في منطقة المنافسة على مراكز متقدمة في جدول الترتيب، كما استطاع أن يُبقي نفسه ضمن قائمة المرشحين للفوز بلقب الهداف حتى الأسابيع الأخيرة، ورغم تأرجح مستوى الفريق ككل، حافظ المهاجم المغربي على حضوره التهديفي، بفضل خبرته الطويلة في الملاعب السعودية، وانسجامه الكبير مع طبيعة المنافسة المحلية.
بغياب حمد الله، تُفتح أبواب المنافسة على مصراعيها أمام عدد من المهاجمين الآخرين الذين يواصلون التقدم في سباق الهدافين، ويبدو أن الصدارة ستتحدد في الجولات الأخيرة بناءً على الأداء الفردي والحضور الذهني، خاصة من لاعبي الفرق التي ما زالت تنافس بقوة في نهاية الموسم، وقد يُعيد غياب أحد أبرز الهدافين رسم ملامح ترتيب القائمة، ويمنح الفرصة لنجوم آخرين لحسم اللقب.
من جانب آخر، عبرت جماهير نادي الاتحاد عن حزنها لإصابة نجمها الأول، معتبرين أن غيابه لا يُعوّض في الوقت الراهن، في ظل حاجة الفريق لكل نقطة في صراع المنافسة، سواء على المستوى المحلي أو في بطولات الكؤوس، وطالبت الجماهير بضرورة مراجعة الجدول البدني والوقائي للاعبين، والحرص على عدم تعريضهم لإجهاد مفرط، لا سيما في ظل كثافة المباريات وضغط المنافسات في هذا التوقيت من الموسم.
أما بالنسبة لحمد الله، فقد أبدى من خلال رسالة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاؤله بالعودة قريبًا، مؤكدًا أنه سيخوض مرحلة العلاج والتأهيل بكل التزام، وسيعود أقوى من السابق، ووجه شكره للجماهير التي دعمته وتسانده في كل الظروف، وأضاف أن هدفه الأساسي لا يزال خدمة الفريق وتحقيق الإنجازات الجماعية، مشيرًا إلى أن التتويج بلقب الهداف لم يكن هدفًا شخصيًا بقدر ما هو ثمرة أداء جماعي مميز.
ويُنتظر أن يُحدث غياب حمد الله تغييرًا ملحوظًا في تشكيلة الاتحاد خلال المباريات القادمة، حيث سيضطر المدرب إلى تعديل خططه الهجومية وتوظيف عناصر بديلة، أو الاعتماد على تحولات تكتيكية لتعويض غياب الهداف الأول للفريق، ومع دخول الموسم مراحله الأخيرة، ستكون كل مباراة بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفريق على التكيّف مع الظروف وتجاوز الغيابات المؤثرة.