موسم الحج
استعدادًا للحج.. أمانة مكة تطلق أكبر حملة رقابية على الأسواق
كتب بواسطة: فاتن حامد |

في إطار استعداداتها المكثفة لموسم الحج، ضاعفت أمانة العاصمة المقدسة من جهودها الرقابية، وأطلقت حملة موسعة تشمل الأسواق والمرافق التجارية والغذائية في مختلف أنحاء المدينة، سعيًا إلى ضمان أعلى مستويات السلامة الصحية والخدمية لحجاج بيت الله الحرام.

ومع تدفق أعداد الحجاج من شتى بقاع الأرض، تسابق الأمانة الزمن لتأمين بيئة خدمية وصحية تليق بالمناسبة الأعظم في العالم الإسلامي، إذ ارتفعت وتيرة العمل الميداني عبر فرق رقابية تعمل على مدار الساعة، في تنسيق دقيق مع عدد من الجهات المعنية.

وقد كثّفت الأمانة عدد الفرق الميدانية ووزعتها بدقة على الأحياء والمناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة من الحجاج، لضمان مراقبة شاملة لأنشطة الأسواق والمنشآت التجارية والغذائية، والتأكد من امتثالها الكامل للأنظمة الصحية، وامتلاكها التراخيص اللازمة، فضلًا عن الالتزام باشتراطات السلامة الغذائية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة متكاملة لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

وأكدت الأمانة أن جميع المرافق الخدمية والأسواق التجارية باتت في كامل جاهزيتها لاستقبال الحجاج، مشيرة إلى أن الفرق الرقابية تقوم بمتابعة دقيقة للأنشطة ذات الصلة بالصحة العامة، كالمطاعم والمطابخ وصالونات الحلاقة ومغاسل الملابس والمخابز.

كما تعمل هذه الفرق على رصد أي ممارسات سلبية أو عشوائية، ومنها ظاهرة الباعة الجائلين، التي يجري التعامل معها وفق الإجراءات النظامية بالتعاون مع الجهات المختصة، حفاظًا على النظام العام والصحة العامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الأمانة أنها شكّلت فرق عمل خاصة للإشراف على منشآت الإعاشة والمستودعات الغذائية، حيث تتم متابعة مدى التزامها باللوائح والتعليمات البلدية. وتحرص الفرق الميدانية على تطبيق لائحة الجزاءات والغرامات بحق المنشآت المخالفة، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق المحلات غير المرخصة أو تلك التي لا تفي باشتراطات السلامة الغذائية.

كما يتم خلال الجولات الرقابية مصادرة وإتلاف المواد غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، في خطوات تهدف إلى الوقاية قبل حدوث أي مشكلات صحية محتملة.

وتأتي هذه الحملة في وقت ترتفع فيه وتيرة الحركة التجارية في مكة المكرمة مع اقتراب موسم الحج، حيث تضم العاصمة المقدسة نحو 30 ألف منشأة تجارية وغذائية، من بينها أكثر من 17 ألف محل تجاري، و1481 صالون حلاقة رجالي، إلى جانب 1299 مطعمًا، و1400 بقالة وتموينات، و88 مطبخًا لإعداد الولائم، فضلًا عن عدد كبير من مغاسل الملابس والمخابز والكافتيريات التي تقدم خدماتها اليومية للحجاج والسكان.

وتسعى الأمانة من خلال هذه الحملة إلى تقديم صورة مشرفة تعكس حرص المملكة على العناية الفائقة بضيوف الرحمن، حيث تمثل جودة الخدمات البلدية إحدى أهم الركائز التي تسهم في راحة الحجاج وأداء مناسكهم في أجواء آمنة وصحية.

كما تأتي هذه الجهود استكمالًا لسلسلة من التحضيرات الموسمية التي تشمل مختلف القطاعات الخدمية، في إطار خطة وطنية شاملة يتعاون فيها الجميع لتقديم موسم حج متميز بكل المقاييس.

ويُعد موسم الحج أحد أكبر التحديات التشغيلية والخدمية التي تتعامل معها العاصمة المقدسة سنويًا، ويؤكد المسؤولون في الأمانة أن الالتزام الصارم بالرقابة الميدانية وتطبيق الأنظمة هو السبيل الأمثل لضمان موسم آمن وسلس.

كما يشددون على أهمية تعاون أصحاب المنشآت التجارية والغذائية مع الفرق الرقابية، ومراعاة الاشتراطات الصحية التي وضعتها الجهات المختصة بما يحفظ سلامة الجميع.

وفي الوقت الذي تتأهب فيه مكة المكرمة لاستقبال ملايين الحجاج، فإن أمانتها تسعى إلى أن تكون كافة مظاهر الحياة فيها على قدر الحدث، في تظاهرة تنظيمية تشارك فيها كافة القطاعات، ويعلو فيها صوت المسؤولية والانضباط، ليرتقي موسم الحج إلى طموحات وطن جعل خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما أولوية قصوى في سياساته وتوجهاته.