في تطور لافت على مستوى سوق الانتقالات، قدّم نادي ياسله التركي طلبًا عاجلًا يتعلق بوضع النجم الإيفواري فرانك كيسيه، لاعب خط وسط فريق الأهلي السعودي، وذلك بهدف الاستفسار عن إمكانية التفاوض المبكر على ضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، سواء على سبيل الإعارة أو بنظام الشراء النهائي، في خطوة تعكس رغبة النادي التركي في تعزيز صفوفه بلاعب ذي طابع بدني وفني عالٍ.
ويأتي تحرك ياسله في توقيت حساس، وسط حديث متزايد عن احتمال إجراء تغييرات داخل تشكيلة الأهلي، خاصة بعد موسم لم يرقَ إلى طموحات جماهيره رغم الصفقات الكبيرة التي أبرمها النادي الصيف الماضي، ما فتح الباب أمام تكهنات بخصوص مستقبل عدد من النجوم، وعلى رأسهم كيسيه الذي لم يظهر بثبات الأداء المعهود في جميع مراحل الموسم.
وبحسب مصادر مقربة من إدارة النادي التركي، فإن طلب ياسله لم يكن مجرد استفسار مبدئي، بل جاء بصيغة رسمية و"عاجلة"، تعكس مدى اهتمام المدرب والإدارة الرياضية بالنادي في حسم صفقة لاعب بإمكانات كيسيه، لما يمتاز به من قوة بدنية، وخبرة أوروبية، وقدرة على ضبط إيقاع وسط الملعب، وهي الخصائص التي يفتقر إليها الفريق التركي في تشكيلته الحالية.
في المقابل، لم يصدر عن إدارة النادي الأهلي حتى الآن أي رد رسمي بشأن الطلب التركي، وسط تضارب في التقديرات حول نوايا النادي في ما يخص كيسيه، فبينما يرى البعض أن اللاعب لا يزال من العناصر الأساسية التي يُعتمد عليها فنيًا، يشير آخرون إلى إمكانية فتح الباب أمام عروض خارجية في حال وُجد المقابل المالي المناسب.
وكان كيسيه قد انضم إلى الأهلي في صفقة مدوية قادمًا من نادي برشلونة الإسباني، وسط ترحيب جماهيري كبير، باعتباره أحد الأسماء البارزة في الملاعب الأوروبية، إلا أن أداءه مع الفريق شهد تذبذبًا لافتًا، نتيجة ظروف إصابة، وتأقلم فني، وتفاوت في مستوى الانسجام مع بقية عناصر الفريق، ما جعله موضع نقاش بين جماهير الأهلي.
ويمثّل الطلب التركي فرصة لكلا الطرفين؛ فمن جهة قد يجد كيسيه نفسه في بيئة أقل ضغطًا وأقرب إلى أسلوب اللعب الذي يناسبه، ومن جهة أخرى قد يتيح ذلك للنادي السعودي تعديل تركيبته الأجنبية، خاصة في ظل قيود اللاعبين الأجانب في الدوري، وتوجه الأندية الكبرى إلى إعادة تقييم عقود نجومها.
ويُنتظر أن تشهد الأيام المقبلة اتصالات مكثفة بين الطرفين، في ظل رغبة ياسله في حسم موقف اللاعب مبكرًا قبل الدخول في مزاحمة أندية أوروبية أخرى، لا سيما أن اسم كيسيه لا يزال مطروحًا على طاولة عدد من الفرق في فرنسا وتركيا وحتى إيطاليا، التي لا تزال تحتفظ له بمكانة جيدة نظرًا لماضيه مع ميلان.
وفي حال مضت الأمور في هذا الاتجاه، فإن كيسيه قد يُصبح واحدًا من أبرز الصفقات المنتقلة من دوري روشن السعودي إلى الملاعب الأوروبية هذا الصيف، الأمر الذي يعكس حركة متبادلة في سوق الانتقالات، ويعيد طرح التساؤل حول قدرة الأندية السعودية على الاستفادة من نجومها بطريقة استراتيجية سواء داخل الملاعب أو على مستوى العوائد الاستثمارية.