في إنجاز يعكس تكامل الجهود التعليمية والرياضية بالمملكة، تُوِّجت متوسطة الحافظ الحكمي – التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض – بلقب بطولة المملكة لنخبة دوري المدارس لكرة القدم (تحت 15 عامًا)، بعد فوز مثير على متوسطة صهيب الرومي بنتيجة 3 - 2، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة.
وجاء التتويج وسط أجواء حماسية وأداء فني راقٍ، حيث نجح فريق الحافظ الحكمي في فرض سيطرته على مجريات اللقاء منذ البداية، منهياً الشوط الأول بتقدُّم ثمين بهدفين دون مقابل.
وعلى الرغم من محاولات الفريق المنافس العودة في الشوط الثاني، فإن لاعبي الحافظ الحكمي حسموا المواجهة بهدف ثالث، لتنتهي المباراة بنتيجة 3 - 2 لصالح الفريق العاصمي، في لقاء اتسم بالندية والإثارة حتى اللحظات الأخيرة، وسط حضور جماهيري لافت.
وشهدت مراسم التتويج حضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الذي سلّم الكأس للفريق الفائز، ضمن ختام البطولة التي تُنظَّم بالشراكة بين وزارتي التعليم والرياضة، بهدف اكتشاف المواهب الرياضية في البيئة المدرسية، وتطويرها ضمن مسارات احترافية مستقبلية.
وأفرزت البطولة أسماءً واعدة في سماء الكرة المدرسية، حيث حصد اللاعب ماجد الشهراني من متوسطة الحافظ الحكمي جائزة هداف البطولة، في حين نال زميله حسين بخيت جائزة أفضل لاعب، تأكيدًا على التميز الفني والمهاري للفريق، سواء على المستوى الجماعي أو الفردي.
من جانبه، عبّر المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض، الدكتور نايف عابد الزارع، عن فخره واعتزازه بهذا التتويج، الذي وصفه بأنه نتيجة طبيعية لدعم القيادة الرشيدة لقطاعي التعليم والرياضة، وإيمانها بدور النشء في صناعة المستقبل.
وقال: "نثمّن عالياً هذا الدعم المستمر، ونسجّل اعتزازنا بالشراكة الفاعلة بين وزارتي التعليم والرياضة، التي تجسّد رؤية المملكة 2030 في تمكين شبابها وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات".
وأضاف الزارع: "أبارك لأبنائنا في متوسطة الحافظ الحكمي، هذا الإنجاز الذي يجمع بين الموهبة والانضباط والدعم الأسري والمدرسي، ويعكس جودة البيئة التعليمية في تعليم الرياض، التي تشجّع على الإبداع والتميز، ليس فقط أكاديميًا، بل في شتى الجوانب الشخصية والمعرفية".
ويُعد هذا التتويج تتويجًا مزدوجًا، فهو لا يكتفي بتأكيد تفوق الرياضة المدرسية فنيًا، بل يعكس أيضًا مدى نجاح المبادرات المشتركة بين وزارتي التعليم والرياضة، والتي تهدف إلى تحويل المدارس إلى حاضنات فعلية للمواهب الوطنية، وميادين تُكتشف فيها القدرات ويُصقل فيها الإبداع.
ويُنظر إلى بطولة نخبة دوري المدارس باعتبارها إحدى أبرز المنصات الوطنية لاكتشاف اللاعبين الصاعدين، حيث تضم فرقًا مدرسية من مختلف مناطق المملكة، وتخضع لمعايير تنافسية عالية، ما يمنح المواهب فرصة للظهور والتألق، تمهيدًا لانضمامهم إلى الأندية والمنتخبات في المستقبل.
ويمثّل هذا الإنجاز تتويجًا لمرحلة طويلة من التدريب والالتزام والجدية التي أظهرها لاعبو متوسطة الحافظ الحكمي، بدعم مباشر من معلميهم وإدارتهم المدرسية وأسرهم، الذين شكّلوا جميعًا بيئة حاضنة ومحفزة أفرزت هذا التفوق، في مزيج متكامل بين الرياضة والتربية والتعليم.
وفي ظل تنامي الاهتمام بالرياضة المدرسية كجزء من بناء شخصية الطالب وتنمية مهاراته الحياتية، يرسّخ هذا الفوز أهمية دعم برامج النشاط الطلابي، وتحفيز المدارس على الاستثمار في المواهب، بما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة، والانضباط، والروح القيادية لدى الأجيال الجديدة.