قطار الحرمين
وزير النقل يلتقي قائدة قطار الحرمين.. إشادة بكفاءة السعوديات في موسم الحج
كتب بواسطة: سماح الرائع |

فيما يتواصل موسم الحج لهذا العام وسط استعدادات ميدانية مكثّفة من مختلف الجهات، شهد قطار الحرمين السريع لحظة رمزية لافتة، حين التقى وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح بن ناصر الجاسر بقائدة القطار وجدان جابر، التي تقود إحدى أهم وسائل النقل الحديثة المخصصة لضيوف الرحمن.

جاء اللقاء خلال جولة ميدانية تفقدية أجراها الوزير للوقوف على جاهزية قطار الحرمين وكفاءة تشغيله، وهو الذي يُعد من أبرز مشاريع البنية التحتية في المملكة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.

وفي حديثه مع قائدة القطار، أجرى الوزير حوارًا عفويًا ووديًا، أبدت خلاله وجدان جابر فخرها ودهشتها بالعمل في هذا الموسم الروحاني الاستثنائي، مؤكدة أن قيادة القطار خلال موسم الحج تجربة مهنية وإنسانية ثرية تعزز الشعور بالمسؤولية الوطنية.

ويعكس هذا اللقاء حرص القيادات الحكومية على المتابعة المباشرة والميدانية، والتأكيد على أهمية الجهود المبذولة في كل القطاعات، خصوصًا في مجالات النقل واللوجستيات، التي تلعب دورًا محوريًا في تيسير تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بكل أمان وسرعة وراحة.

ويُعد قطار الحرمين السريع أحد أضخم مشروعات النقل العام في الشرق الأوسط، حيث يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بمحطات عدة، ويُقل يوميًا الآلاف من الحجاج وفق جدول تشغيلي دقيق، مدعوم بتقنيات حديثة وكوادر وطنية مؤهلة، من بينها سيدات سعوديات أثبتن كفاءتهن في مجالات النقل عالية الدقة.

ويُنظر إلى مشاركة الكوادر النسائية في قيادة القطارات وتشغيل الخدمات اللوجستية كمؤشر واضح على التحولات المجتمعية والتنموية التي تشهدها المملكة، ضمن مستهدفات رؤية 2030، والتي تؤمن بدور المرأة في التنمية وتمكينها في مختلف الميادين، لا سيما في القطاعات الحيوية.

ويأتي اللقاء بين الوزير ووجدان جابر، أيضًا، ضمن نهج عام تتبعه الدولة في تقدير الكفاءات الوطنية الشابة، وتحفيزها على التميز، ودمجها في منظومات العمل الكبرى، خاصة في موسم الحج، الذي يُعد نموذجًا تطبيقيًا لاختبار جاهزية البنية التحتية وكفاءة الموارد البشرية في آنٍ واحد.

كما تؤكد هذه المتابعة الميدانية من قِبل وزير النقل أن منظومة النقل تعمل على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والتنظيمية، لضمان سير الحشود وفقًا لأعلى معايير الانسيابية والسلامة، ومن دون تأخير أو اختناقات.

ويمثل قطار الحرمين نموذجًا متقدمًا للتكامل بين الذكاء التقني، والتشغيل البشري المدرب، والتخطيط اللوجستي الدقيق، حيث أسهم منذ انطلاقته في اختصار الزمن والجهد، وخفض الضغط على شبكة الطرق، وتقليل الحوادث، وتوفير بيئة سفر مريحة وآمنة للحجاج.

واستحضر المتابعون لهذا الحدث الرمزي كيف أصبحت المرأة السعودية جزءًا فاعلًا من التحولات التنموية في المملكة، وهي تشارك اليوم ليس فقط في تقديم الخدمات، بل في قيادة أدوات التغيير نفسها، كما في حالة قيادة قطار الحرمين، الذي يتطلب دقة، وانضباطًا، واستعدادًا لحالات الطوارئ، وهي أمور أتقنتها وجدان جابر وغيرها من الكفاءات الوطنية التي تم تأهيلها وفق أعلى المعايير.

ويؤكد اللقاء – رغم بساطته – على عمق التكامل بين القيادة والإدارة الميدانية، حيث لا تقتصر المسؤولية على إصدار القرارات، بل تمتد إلى التفاعل مع المنفذين، والاستماع إليهم، ومشاركتهم الاعتزاز بالإنجاز.

ومع استمرار توافد الحجاج إلى المشاعر، تتضافر جهود مئات الفرق والكوادر في خلفية هذا المشهد الإيماني العظيم، ليحظى ضيوف الرحمن بتجربة روحانية ميسرة، تبدأ من لحظة وصولهم إلى المملكة، وتمر بكل محطة من محطاتهم، حتى يعودوا إلى بلدانهم بسلام، وهم يحملون في ذاكرتهم صورة مشرقة عن كرم الضيافة السعودية، واحترافية التنظيم، وإنسانية الأداء.