أمانة جدة
أمانة جدة تنفذ أكثر من 13 ألف جولة رقابية لضمان سلامة الحجاج 1446
كتب بواسطة: حمادة صالح |

كثّفت أمانة محافظة جدة جهودها الرقابية والميدانية ضمن إطار خطتها التشغيلية لموسم حج عام 1446هـ، في خطوة تهدف إلى تعزيز الامتثال لدى المنشآت التجارية والغذائية والصحية، وضمان توفير بيئة آمنة وصحية تليق بضيوف الرحمن القادمين إلى المملكة لأداء مناسك الحج، وتأتي هذه التحركات الميدانية المكثفة امتدادًا للدور الحيوي الذي تضطلع به أمانة جدة في مراقبة الامتثال البلدي والبيئي، وضبط الممارسات المخالفة التي قد تُشكّل تهديدًا للصحة العامة أو تؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة على امتداد مسارات الحجاج.

وقد نفّذت فرق الأمانة، وبدعم من الإدارة العامة للخدمات البلدية والامتثال، أكثر من 13,044 جولة رقابية ميدانية ضمن نطاق 11 بلدية فرعية موزعة جغرافيًا على مختلف أنحاء محافظة جدة، وركّزت هذه الجولات بشكل خاص على المنشآت الواقعة على الطرق الحيوية المؤدية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما في ذلك المحاور الرئيسية التي يسلكها الحجاج براً عبر المنافذ الساحلية، وذلك لضمان سلامة السلع والخدمات في هذه المواقع الاستراتيجية التي تشهد كثافة تشغيلية عالية خلال موسم الحج.

وشملت الجولات الرقابية عدداً من القطاعات الحيوية ذات العلاقة المباشرة بالحجاج، حيث تم تفتيش محطات الوقود لضمان نظافتها وسلامة مرافقها، والتحقق من جودة الخدمات المقدمة فيها، إلى جانب المراكز والأسواق التجارية التي يقصدها الحجاج خلال مرورهم أو مكوثهم المؤقت في جدة، والتي تُعد محطات مهمة لتلبية احتياجاتهم المعيشية والغذائية قبل توجههم إلى مكة، كما أولت الأمانة اهتماماً خاصًا بالمنشآت الغذائية مثل المطاعم والمخابز ومراكز تحضير وتغليف الوجبات، إضافة إلى صوالين الحلاقة التي يرتادها الحجاج ضمن متطلبات نسكهم.

وحرصت الفرق الرقابية على التدقيق في مدى تطبيق هذه المنشآت للاشتراطات الصحية والبلدية، بدءًا من النظافة العامة وسلامة المواد المستخدمة، مرورًا بكفاءة العاملين وتوفر الشهادات الصحية، وصولاً إلى التزام المنشآت بآليات التخلص السليم من النفايات وتخزين المواد بطريقة صحية، وتم رصد عدد من المخالفات في بعض المواقع، حيث اتُّخذت الإجراءات النظامية بحق المنشآت غير الملتزمة، وذلك بما يكفل حماية الصحة العامة ويعزز من مستوى الامتثال للأنظمة المعتمدة.

وتؤكد أمانة محافظة جدة أن هذه الجهود تأتي في إطار التزامها الدائم بمسؤوليتها نحو ضمان سلامة البيئة الحضرية وجودة الخدمات المقدمة في المحافظة، خصوصاً في الفترات التي تشهد كثافة بشرية عالية مثل موسم الحج، كما تُعد هذه الإجراءات انعكاساً لتكامل الجهود الحكومية المبذولة ضمن منظومة عمل وطنية شاملة هدفها الأول هو توفير بيئة آمنة، وصحية، ومرحّبة بضيوف بيت الله الحرام، تليق بمكانة المملكة كقبلة للمسلمين من مختلف أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، تواصل الإدارة العامة للخدمات البلدية والامتثال جهودها التنسيقية مع البلديات الفرعية لتنفيذ جولات تفتيشية يومية وشاملة، تشمل مختلف أنواع الأنشطة التجارية والخدمية، للتأكد من استمرار الالتزام بالتعليمات الرسمية والاشتراطات الفنية والصحية، وتركز الأمانة على تعزيز الاستجابة السريعة للبلاغات الواردة من المواطنين والمقيمين، إلى جانب تفعيل أدوات الرصد التقني الميداني، التي تسهم في تحسين كفاءة المتابعة وتقصير أوقات التدخل عند رصد المخالفات.

وتحرص أمانة جدة على تعزيز الوعي المجتمعي من خلال التثقيف الميداني أثناء الجولات، حيث يتم توجيه أصحاب المنشآت والعاملين فيها إلى أهمية تطبيق المعايير الصحية، وشرح العواقب المترتبة على عدم الالتزام، بما في ذلك الغرامات، والإغلاق المؤقت أو الدائم، وسحب التراخيص، ويُعد ذلك جزءًا من استراتيجية الأمانة في بناء ثقافة الامتثال الوقائي، التي تقوم على التوجيه والإرشاد كمرحلة أولى قبل فرض العقوبات، سعيًا إلى تحسين جودة الأداء داخل المنشآت من منطلق الشراكة والمسؤولية المشتركة.

ويُشار إلى أن هذه الحملة الرقابية المكثفة تأتي ضمن رؤية متكاملة للأمانة تهدف إلى رفع جودة الحياة في مدينة جدة وتعزيز قدراتها الخدمية والرقابية، من خلال تطوير خطط عمل موسمية تعتمد على البيانات التراكمية وتحليل أنماط الحركة والنشاط في المدينة، مع التركيز على فترات الذروة التشغيلية كالمواسم الدينية الكبرى، ويجري تقييم نتائج هذه الحملات بصفة دورية لتحديد مكامن التحسين وتعزيز أساليب العمل الرقابي وفقًا للمعايير العالمية.

كما تؤكد الأمانة أن هذه الحملة لن تقتصر على فترة ما قبل الحج فقط، بل ستتواصل خلال كامل أيام موسم الحج وحتى نهايته، لضمان استدامة الجهود الرقابية، والحفاظ على مستويات عالية من الصحة العامة وسلامة الغذاء والخدمات، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة في تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.

ويأتي ذلك كله امتدادًا لمساعي المملكة العربية السعودية نحو الارتقاء الشامل بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتجسيدًا للنهج الذي أرسته رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة في المدن السعودية، وتحقيق التكامل بين الجهات الحكومية في إدارة المواسم الكبرى بكفاءة وفعالية.