في مشهد تنظيمي لافت يعكس الجهود الأمنية المتكاملة خلال موسم الحج، أكد العقيد منصور الشكرة، المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور، أن قائدي الحافلات والمركبات التزموا التزامًا تامًا بتعليمات المرور خلال تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، مشيدًا بدورهم المحوري في إنجاح الخطط المرورية التي أعدت بعناية لضمان انسيابية الحركة وسلامة الحجيج.
وأوضح العقيد الشكرة أن التزام قائدي المركبات والحافلات لم يكن مجرد استجابة لتعليمات أمنية فحسب، بل هو مشاركة حقيقية في مسؤولية عظيمة ترتبط بأقدس رحلة يؤديها المسلمون، ما يعكس وعيًا كبيرًا بأهمية الدور الذي تلعبه وسائل النقل في إنجاح موسم الحج من جميع النواحي، خصوصًا مع الكثافة البشرية التي تشهدها طرق مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأشار إلى أن الإدارة العامة للمرور عملت على إعداد خطة مرورية متكاملة، تم تنفيذها بالتنسيق مع الجهات الأمنية والخدمية الأخرى، وركزت هذه الخطة على تسهيل حركة الحافلات والمركبات، وضمان وصول الحجاج إلى المواقع المحددة لأداء المناسك في وقتها دون تأخير أو تزاحم، وهو ما تحقق بفضل التعاون الكبير من مختلف الجهات، وعلى رأسها السائقون الذين أثبتوا احترافية عالية والتزامًا يُحتذى به.
وأضاف أن هناك إجراءات مرورية مشددة وُضعت مسبقًا لتقليل الاختناقات، وتسهيل الحركة، خصوصًا في مداخل مكة ومخارجها، وفي محيط مشعر عرفات ومنى ومزدلفة، مشيرًا إلى أن التقييمات الأولية تُظهر نجاحًا كبيرًا للخطة الميدانية، ما أسهم في تسهيل رحلة الحج، وضمان انسيابية كاملة للحركة رغم الأعداد الكبيرة التي تم التعامل معها خلال فترة زمنية قصيرة.
ولفت الشكرة إلى أن الأداء المروري هذا العام جاء متماشيًا مع تطلعات القيادة الرشيدة، وحقق مؤشرات إيجابية تعكس المستوى الاحترافي لأجهزة المرور، حيث لم تُسجَّل حوادث تُذكر أو تعطيل لحركة السير خلال التنقلات الرئيسية للحجيج، ما يُعد إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى حجم المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتق رجال المرور في هذا التوقيت من العام.
كما نوّه إلى أن البرامج التدريبية والتأهيلية التي خضع لها العاملون في الميدان، كان لها أثر بارز في إدارة المشهد المروري بسلاسة ودقة، مؤكدًا أن العمل لا يقتصر فقط على التوجيه الميداني، بل يشمل استخدامًا واسعًا للتقنيات الذكية وكاميرات المراقبة المنتشرة في مختلف النقاط، لرصد أي حالات استثنائية ومعالجتها فورًا دون أن تؤثر على الحركة العامة.
وقال المتحدث باسم المرور إن الخطط المعتمدة كانت مرنة بما يكفي للتعامل مع أي متغيرات ميدانية، وهو ما مكن الجهات المعنية من إعادة توزيع المسارات بشكل فوري حين دعت الحاجة، موضحًا أن هذا النوع من المرونة التشغيلية لا يمكن تحقيقه إلا بوجود كوادر مدربة ومتمرسة، وبنية تحتية مرورية متقدمة وفهم شامل لخصوصية الزمان والمكان في موسم الحج.
وأضاف أن قائدي المركبات، خصوصًا سائقي الحافلات، أظهروا انضباطًا لافتًا في الالتزام بمناطق التوقف المحددة، والسرعات المقررة، والتعليمات المرورية الصادرة، ولم تُرصد مخالفات جسيمة من شأنها تعطيل حركة الحجاج أو التأثير على سلامتهم، مؤكدًا أن المرور ينظر إلى هؤلاء الشركاء بعين التقدير لدورهم الأساسي في هذه المنظومة الناجحة.
واختتم العقيد منصور الشكرة حديثه بالإشارة إلى أن العمل لا يتوقف بنهاية التنقلات الرئيسية، بل يستمر بنفس الوتيرة حتى مغادرة الحجاج، مشددًا على أن الخطط المرورية ما زالت في طور التنفيذ الكامل، وأن اليقظة المرورية مستمرة لضمان عودة آمنة وسلسة لضيوف الرحمن، وسط بيئة مرورية محكمة التنظيم.
هذا النجاح المروري يُعد حلقة جديدة في سلسلة من النجاحات التي تحققها المملكة عامًا بعد عام في إدارة أعظم تجمع ديني في العالم، وهو ما يترجم رؤية المملكة 2030 في تقديم خدمات نوعية وتنظيم عالي المستوى يليق بمكانة الحرمين الشريفين وبقدسية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.