في إطار المتابعة الميدانية الدقيقة والإشراف المباشر على الخطط الأمنية والتنظيمية لموسم الحج، تابع مدير الأمن العام، رئيس اللجنة الأمنية في الحج، الفريق محمد البسامي، من الجو عملية تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات، حيث استقل طائرة مروحية جابت سماء مكة والمشاعر المقدسة، لمتابعة حركة الحجاج وانسيابيتهم في التنقل وفق المسارات المحددة مسبقًا.
وتأتي هذه الجولة الجوية كجزء من منظومة المراقبة الفاعلة التي تنفذها القيادات الأمنية في الحج، لضمان سلامة الحجاج وسلاسة حركتهم، والوقوف على مدى التزام الخطط المعتمدة من مختلف الجهات المشاركة في موسم الحج، وفي مقدمتها خطط التفويج، وتوزيع الحشود، وتنظيم نقاط الفرز والدخول.
وأشاد الفريق البسامي خلال الجولة بما رآه من تنظيم ميداني متقن، وانضباط عالٍ في الحركة، مؤكدًا أن هذا النجاح يعود إلى الجهود التكاملية بين القطاعات الأمنية والخدمية، التي عملت على مدار أشهر لضمان موسم حج آمن ومنظم، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- وحرصها على أن يؤدي الحجاج نسكهم بأمن وأمان.
وأشار إلى أن الجهات الأمنية لن تتهاون مع أي محاولات خرق للأنظمة أو تجاوزات تمس أمن الحج أو سلامة ضيوف الرحمن، مشددًا على أهمية استمرار التنسيق الفوري والمباشر بين الفرق الميدانية ومراكز القيادة والسيطرة، التي تتابع على مدار الساعة كل ما يتعلق بالحشود والتنقلات والمسارات.
وفي سياق متصل، أعلنت قوات أمن الحج أنها تمكنت من ضبط 119 وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة، أثناء محاولتهم التسلل إلى مكة المكرمة سيرًا على الأقدام عبر أحد الطرق الصحراوية، في مخالفة صريحة لأنظمة وتعليمات الحج التي تنص على اقتصار دخول مكة خلال هذه الفترة على الحجاج النظاميين الحاصلين على التصاريح الرسمية.
وأكدت قوات الأمن أن رصد هذه المجموعة تم من خلال عمليات المراقبة الأمنية المكثفة، حيث تم تتبع تحركاتهم في أحد المسارات البرية الوعرة، إلى أن تم إيقافهم وإحالتهم فورًا إلى الجهة المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقهم، وتطبيق العقوبات المقررة وفقًا لما نصت عليه التعليمات المنظمة لشؤون الحج.
وشددت قوات الأمن على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص التام على أمن الحجاج وسلامتهم، ومنع أي تجاوز قد يُخل بالخطط التنظيمية أو يُسبب ازدحامًا غير مبرر داخل المشاعر، مؤكدة أن الحج عبادة عظيمة، وخدمته مسؤولية جسيمة تتطلب التزامًا صارمًا من الجميع، سواء من الجهات المنظمة أو الأفراد.
كما جدّدت الجهات الأمنية دعوتها لجميع المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية، والتي تهدف إلى حماية النظام وضمان راحة الحجاج، موضحة أن أي محاولة للدخول إلى مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة بدون تصريح حج سيتم التعامل معها بكل حزم، وفق الإجراءات النظامية الرادعة.
الجدير بالذكر أن هذه الجهود الأمنية تأتي ضمن منظومة شاملة تتكامل فيها الأدوار بين مختلف القطاعات الحكومية، من أجل تحقيق أعلى درجات السلامة والتنظيم لحجاج بيت الله الحرام، حيث يتم استخدام أحدث التقنيات في المراقبة والمتابعة، إلى جانب الجولات الميدانية، والرصد الجوي، والانتشار الأمني الكثيف في جميع المداخل والمخارج، وفي محيط المشاعر المقدسة.
ويعكس هذا الاستنفار الأمني والتنظيمي الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - في تسخير كل الطاقات والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم خلال أداء مناسكهم.
ويُنتظر أن تستمر هذه الجهود خلال الأيام المتبقية من موسم الحج، مع تصعيد الحجاج إلى عرفات، ثم انتقالهم إلى مزدلفة، ومنها إلى منى لرمي الجمرات، حيث تؤكد الجهات المعنية جهوزيتها الكاملة للتعامل مع كل مرحلة بما يحقق الأهداف التنظيمية والخدمية المرجوة، في صورة تترجم التزام المملكة العميق برعاية الحجيج، وتجسّد ريادتها في إدارة الحشود.