استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مكتبه بقصر منى اليوم، دولة رئيس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية السيد محمد شهباز شريف، وذلك في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، واستمرارًا للتواصل الدائم والتنسيق المشترك بين قيادتي البلدين، بما يعكس عمق الروابط التاريخية والمصالح الاستراتيجية التي تجمع بينهما في مختلف المجالات.
وقد جرى خلال الاستقبال تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، حيث عبّر الجانبان عن تمنياتهما بأن يُعيد الله هذه المناسبة المباركة على شعوب الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، مؤكدَين في ذات السياق عمق القيم الروحية والإنسانية التي تجمع بين البلدين، باعتبارهما شريكين في مسيرة العمل الإسلامي والدولي، وتحقيقًا لأهدافهما المشتركة في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب.
كما استعرض الجانبان العلاقات الثنائية التاريخية بين المملكة وباكستان، والتي تمتد لعقود طويلة من التعاون الوثيق والدعم المتبادل في مختلف المحافل، وناقشا سبل تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، ويرتقي بمستوى التنسيق في الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، فضلاً عن التعاون في المجالات التنموية والتقنية والاستثمارية، في إطار ما يشهده البلدان من رؤى طموحة للنمو والإصلاح.
وفي هذا السياق، تم التطرق إلى عدد من المبادرات والبرامج المشتركة، التي تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة، والاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين في ضوء رؤية المملكة 2030، والخطط التنموية الطموحة التي تتبناها الحكومة الباكستانية بقيادة السيد محمد شهباز شريف، وقد أكد سمو ولي العهد حرص المملكة على أن تظل باكستان شريكًا استراتيجيًا في جميع المسارات، مرحبًا بما تحقق من تطورات إيجابية في التعاون بين الجانبين خلال المرحلة الماضية.
وشمل اللقاء كذلك بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الجانبان أهمية التنسيق المستمر وتوحيد الجهود في التعامل مع التحديات الإقليمية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الظروف المتغيرة التي تشهدها بعض الملفات الحساسة في العالمين الإسلامي والدولي.
وقد شدد الطرفان على أهمية الدور القيادي الذي تضطلع به المملكة وباكستان في دعم قضايا العالم الإسلامي، وتعزيز أطر التعاون بين الدول الإسلامية في المحافل الدولية، بما يسهم في توحيد المواقف ويُحقق المصالح العليا للأمة الإسلامية، كما عبّر الجانبان عن التزامهما بمواصلة العمل المشترك لتعزيز الحوار، ومحاربة جميع أشكال التطرف والإرهاب، والعمل على ترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش السلمي.
وحضر اللقاء من الجانب السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني، ومعالي الأستاذ عادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ، ومعالي الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري وزير الإعلام، ومعالي الأستاذ خالد بن علي الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف بن سعيد المالكي.
أما من الجانب الباكستاني، فقد حضر معالي السيناتور محمد إسحاق دار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ومعالي المشير حافظ سيد عاصم رئيس أركان الجيش، ومعالي السيد محسن رضا نقوي وزير الداخلية، ومعالي السيد عطالله طارر وزير الإعلام، وسعادة السفير أحمد فاروق سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة، واللواء محمد جواد طارق السكرتير الأول لرئيس أركان الجيش، وتجديد ممتاز السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وتيبو سلطان رئيس مراسم رئيس الوزراء.
ويأتي هذا اللقاء في إطار استمرار اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، والتي تسعى إلى تعزيز أواصر التعاون وتنسيق المواقف بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعزز الاستقرار الإقليمي والدولي، كما يعكس هذا اللقاء ما تتمتع به العلاقات السعودية الباكستانية من خصوصية وعمق تاريخي، بوصفها علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، والدعم المتبادل في الظروف الصعبة، والشراكة الحقيقية في مواجهة التحديات، والسعي المشترك نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.