الصحة السعودية
وكيل الصحة: لا إصابات بكورونا في الحج.. ونركز على مواجهة الإجهاد الحراري
كتب بواسطة: حمادة صالح |

في ظل الاستعدادات الصحية المكثفة لموسم حج هذا العام، طمأن وكيل وزارة الصحة السعودية الدكتور عبد الله عسيري جموع الحجاج والمواطنين على الوضع الصحي العام، مؤكّدًا أن فيروس كورونا لم يعد يشكل مصدر قلق كبير كما كان في السنوات الماضية، بعدما أصبح يصنّف من ضمن الفيروسات الموسمية المشابهة للإنفلونزا.

وأوضح الدكتور عسيري، خلال مداخلة هاتفية على قناة "العربية"، أن المملكة لم تسجل أي إصابات بفيروس كورونا حتى الآن في موسم حج هذا العام، وهو ما يعكس فعالية الإجراءات الوقائية والتوعوية التي تبنّتها وزارة الصحة، إلى جانب ارتفاع معدلات المناعة المجتمعية، سواء من خلال اللقاحات أو الإصابات السابقة.

وأشار إلى أن الوزارة لا تزال تطبق بروتوكولات العزل الطبي بشكل صارم في حال رصد أية إصابة، سواء داخل أو خارج موسم الحج، حيث يتم عزل الحالة لمدة خمسة أيام، ويُقيّم الوضع الصحي للحاج بشكل مستمر طوال فترة العزل، وفي حال تماثله للشفاء، يُسمح له بأداء المناسك دون معوقات.

وأكد عسيري أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين حماية الصحة العامة وتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بأمان، في ظل منظومة صحية متكاملة تستعد مسبقًا لهذا الحدث السنوي الضخم، الذي يشهد توافد ملايين الحجاج من شتى أنحاء العالم.

ومع تراجع المخاطر المرتبطة بكوفيد-19، تحوّل التركيز الصحي في موسم حج هذا العام إلى التوعية بمخاطر الإجهاد الحراري، نظرًا لتزامن الموسم مع ذروة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يستدعي احتياطات إضافية لحماية الحجاج من التعرّض لضربات الشمس أو الإنهاك الحراري.

وبيّن وكيل وزارة الصحة أن معظم الحملات التوعوية الموجهة لضيوف الرحمن تركز على أهمية استخدام المظلات، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنّب التعرّض المباشر للشمس لفترات طويلة، إلى جانب الالتزام بالتعليمات الصحية الموزعة في أماكن تواجد الحجاج، وفي المخيمات والنقاط الطبية والمراكز التوعوية.

وأضاف أن الوزارة تعمل بشكل وثيق مع الجهات التنظيمية للحج على تطبيق إجراءات التفويج الموجّه للحجاج من الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث يتم تفويجهم في أوقات مختلفة عن بقية الحجاج، لضمان تقليل تعرضهم للحرارة والإجهاد، وتقديم العناية الوقائية اللازمة لهم.

وتأتي هذه الخطوات ضمن منظومة عمل متكاملة تسير بها وزارة الصحة بالتعاون مع القطاعات الأخرى، بهدف توفير بيئة صحية آمنة وفعالة تمكن الحجاج من أداء المناسك بكل يسر واطمئنان، وتعكس مدى استعداد المملكة لهذا الحدث الديني والإنساني العالمي.

وتُعد إدارة الإجهاد الحراري أحد أبرز التحديات الصحية خلال موسم الحج، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تتجاوز أحيانًا 45 درجة مئوية، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى من يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. ومن هنا، يُنصح الحجاج باتباع الإرشادات الطبية، والتوجه الفوري لأقرب نقطة صحية في حال الشعور بأعراض مثل الدوخة أو الصداع أو الإرهاق الشديد.

وبالتوازي مع ذلك، تعمل وزارة الصحة على نشر فرق ميدانية طبية في المشاعر المقدسة، مزوّدة بكافة التجهيزات اللازمة لتقديم الرعاية العاجلة للحالات الطارئة، إضافة إلى تشغيل مستشفيات متنقلة ومراكز إسعافية متخصصة في التعامل مع ضربات الشمس والإجهاد الحراري، مما يعكس احترافية المنظومة الصحية السعودية في التعامل مع تحديات موسمية بهذا الحجم.

وتحرص الجهات الصحية كل عام على تطوير خططها التشغيلية بناءً على التجارب السابقة، مستفيدة من التقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الإنذار المبكر، لضمان سرعة الاستجابة، والحد من أي تأثيرات سلبية على صحة ضيوف الرحمن.

وفي ختام تصريحاته، جدّد الدكتور عبد الله عسيري دعوته للحجاج بالالتزام بالإرشادات الصحية، والتعاون مع الفرق الطبية، لضمان حج آمن وسليم للجميع، مؤكدًا أن الوزارة تضع سلامة الإنسان أولاً، وتعمل على مدار الساعة لتحقيق هذه الغاية النبيلة التي ترتبط مباشرة بجوهر رسالة الحج.