شركة جوجل والبحث الصوتي
وداعاً للكتابة.. جوجل تطلق ميزة ثورية تسمح لك بالبحث بصوتك فقط.. فكيف تعمل؟
كتب بواسطة: مختار العسلي |

أعلنت شركة جوجل عن إطلاق ميزة "Search Live" في تطبيقها الرسمي على نظامي iOS وأندرويد داخل الولايات المتحدة، لتقدّم بذلك تجربة جديدة كليًا في عالم البحث الإلكتروني تعتمد بشكل أساسي على المحادثة الصوتية التفاعلية، الخطوة تمثّل نقلة نوعية في كيفية تفاعل المستخدمين مع محرك البحث، عبر استخدام الصوت بدلًا من اليد.

الميزة الجديدة لا تعمل بشكل تلقائي، بل تتطلب الاشتراك أولًا في “وضع الذكاء الاصطناعي” ضمن قسم Labs في التطبيق، بعدها، يمكن للمستخدمين تفعيل الوضع الجديد من خلال النقر على أيقونة “مباشر”، وبدء حوار فعّال مع محرك البحث من دون الحاجة لأي كتابة أو لمس.

وتعتمد “Search Live” على نموذج الذكاء الاصطناعي “Gemini”، الذي يختص بالقدرات الصوتية، ويقدّم إجابات شفهية طبيعية بصوت بشري شبه واقعي، مما يجعل تجربة التفاعل مع جوجل شبيهة بالتحدث مع شخص حقيقي أكثر من أي وقت مضى.

الميزة صُممت لتلبية احتياجات المستخدمين أثناء التنقل أو عند الانشغال بالمهام، مثل القيادة أو الطبخ أو ترتيب الأمتعة، فمثلًا، في أحد العروض التوضيحية، طُرح سؤال حول كيفية منع تجعد فساتين الكتان في الحقيبة، ليأتي الرد صوتيًا على الفور مع إرشادات دقيقة وبسيطة.

تجربة البحث لم تعد لحظية فقط، بل باتت مستمرة، حيث يمكن متابعة الحوار وطرح أسئلة إضافية بشكل متسلسل دون الرجوع إلى الشاشة أو إعادة تفعيل الأوامر، مما يضفي طابعًا طبيعيًا وسلسًا على الاستخدام.

وعلى الرغم من أن الردود تُقدم صوتيًا، إلا أن التطبيق يتيح عرض نسخة مكتوبة من الإجابات يمكن الرجوع إليها لاحقًا، كما يمكن للمستخدم التبديل بين الوضعين الصوتي والنصي بسهولة تامة.

الميزة لا تتوقف عند مجرد الأسئلة البسيطة، بل يمكنها التعامل مع استفسارات مركّبة، وتقديم شرح مفصّل يتطور مع كل سؤال إضافي، ما يمنح المستخدم إحساسًا بالتفاعل المتواصل والذكاء المتجاوب.

ومن النقاط اللافتة في هذا التحديث، قدرة النظام على مواصلة المحادثة حتى أثناء فتح تطبيقات أخرى، ما يعني أن المستخدم ليس مضطرًا للبقاء داخل تطبيق جوجل طوال وقت البحث، بل يمكنه التنقل بحرية تامة.

ورغم أن هذه التجربة تبدو جذابة وواعدة، إلا أنها أثارت بعض المخاوف بين أصحاب المواقع الإلكترونية، بسبب احتمالية تراجع حركة الزيارات، إذ تظهر المصادر كمجرد بطاقات صغيرة يمكن تجاوزها في خضم التفاعل الصوتي.

هذا التحول قد يعيد تشكيل مشهد السيو (SEO) بالكامل، ويفرض على صناع المحتوى التكيف مع شكل جديد من عرض المعلومات لا يضمن بالضرورة النقر، بل يُختصر في اقتباس يظهر ضمن الرد الصوتي الفوري.

لكن جوجل تبدو مصممة على تطوير الميزة، إذ أكدت أنها بصدد توسيع قدرات “Search Live” خلال الأشهر القادمة لتشمل التفاعل مع المحتوى المرئي مباشرة عبر الكاميرا، بما في ذلك حل المعادلات المعقدة أو شرح الرسوم والمفاهيم البصرية.

الميزة البصرية الجديدة كانت قد تم التلميح إليها خلال مؤتمر I/O لهذا العام، ما يعكس نية الشركة لدمج البحث السمعي والبصري معًا في منصة واحدة متكاملة، تواكب تطلعات الجيل الجديد من المستخدمين.

وفي ظل السباق المحموم بين شركات التقنية نحو تقديم خدمات ذكاء اصطناعي أكثر تخصيصًا، تمثل “Search Live” رهان جوجل على البقاء في صدارة هذا السباق، من خلال إعادة تعريف طريقة الوصول إلى المعرفة.

من الواضح أن جوجل تراهن على أن الصوت سيكون مستقبل البحث، وقد بدأت أولى خطواتها بثقة، لكن يبقى على المستخدمين أن يقرروا ما إذا كانت هذه التجربة الجديدة قادرة فعلًا على استبدال الطرق التقليدية للبحث.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار