في خطوة تقنية جديدة تعزز حضورها الريادي في قطاع الاتصالات، أعلنت شركة "زين السعودية" عن إطلاقها للمرحلة الأولى من الاستخدام التجاري لتقنية الاعتماد الكامل على شبكة الجيل الخامس (5G Standalone) ضمن النطاق الترددي 600 ميجاهرتز، لتصبح بذلك من أوائل الشركات في الشرق الأوسط التي تطبق هذا النطاق، الذي يُعد من أبرز الابتكارات في مجال الاتصالات اللاسلكية.

وستبدأ الشركة بتفعيل هذه التقنية المتطورة في مدينتي الرياض وجدة خلال الربع الرابع من عام 2025، على أن تتوسع لاحقًا لتغطي مختلف المناطق في المملكة، بما في ذلك المدن الفرعية والطرق الرابطة، لضمان تجربة اتصال سلسة ومستقرة في مختلف البيئات والمواقع.

ويمثل هذا الإطلاق محطة استراتيجية في مسيرة "زين السعودية"، إذ يتيح لها توفير تغطية أوسع بفضل استخدام الطيف منخفض التردد، مما يعزز من استقرار الشبكة ويقلل من حالات انقطاع الخدمة، لا سيما في المناطق الريفية أو ذات البنية التحتية المحدودة.

وقد حصلت "زين السعودية" على ترخيص استخدام 30 ميجاهرتز من إجمالي نطاق 600 ميجاهرتز من هيئة الاتصالات والتقنية والفضاء، خلال المزاد الذي عُقد في نوفمبر من عام 2024، وهو ما مهد الطريق أمام هذا التوسع الجديد.

وأكد المهندس محمد بن عبدالعزيز النجيدي، الرئيس التنفيذي لقطاع التقنية بالشركة، أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تعزيز طموحات المملكة الرقمية، وتُعد جزءًا من رؤية "زين السعودية" نحو تقديم تجربة اتصالات متكاملة ومتطورة تواكب التغيرات المتسارعة في التقنية.

وأشار النجيدي إلى أن هذه البنية التحتية الحديثة ستوفر اتصالًا عالي الأداء للمستخدمين، وتفتح الباب أمام تطبيقات متقدمة في مجالات عدة، بدءًا من مكالمات الفيديو فائقة الجودة وحتى خدمات الحوسبة السحابية، مما يضمن تجارب رقمية رائدة للمستهلكين والشركات على حد سواء.

ومع تفعيل تقنية 5G Standalone، ستتمكن "زين السعودية" من تقديم خدمات جديدة مثل الاتصال الصوتي عبر الجيل الخامس VoNR، ودعم أجهزة RedCap المصممة لأداء متميز بتكلفة منخفضة، بالإضافة إلى تقنية تقسيم الشبكة الافتراضي التي تتيح تخصيص موارد الشبكة لقطاعات مختلفة.

ويمثل هذا الإنجاز إضافة قوية لمنظومة التحول الرقمي في المملكة، حيث يدعم بشكل مباشر توجه السعودية نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية وتمكين الاقتصاد الرقمي، ويُسهم في رفع تصنيف المملكة ضمن الدول الرائدة تقنيًا.

ومن خلال هذا التطوير، تبرهن "زين السعودية" على التزامها المستمر بالابتكار، وتعزز من قدرتها على دعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات، مثل الصحة، والتعليم، والخدمات اللوجستية، والطاقة، عبر حلول اتصال ذكية ومستقرة.

ولا تتوقف أهمية هذه الخطوة عند نطاق التغطية فقط، بل تتعداها إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، وتمكين استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الصناعية، مما يمهد الطريق نحو مدن ذكية أكثر تكاملًا.

ويعكس هذا التطور أيضًا مدى انسجام خطط "زين السعودية" مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث يشكل قطاع الاتصالات أحد أعمدة البنية التحتية الحديثة التي يُراهن عليها لدعم التنويع الاقتصادي وتوفير فرص استثمارية مبتكرة.

ويمثل الطيف الترددي 600 ميجاهرتز خيارًا مثاليًا للتغطية الواسعة، خاصة في البيئات ذات الكثافة السكانية المنخفضة، كما يمنح مزايا واضحة في الأداء الداخلي داخل المباني، ويُعزز من موثوقية الخدمة في الأماكن المزدحمة.

ومع توسع تطبيق هذه التقنية تدريجيًا على امتداد المملكة، ينتظر المستخدمون تجربة اتصال جديدة كليًا، أكثر كفاءة واستجابة ووضوحًا، تُتيح لهم الاستفادة القصوى من الإمكانات الهائلة لشبكات الجيل الخامس.