مطالب مالية من مالكوم تثير أزمة في الهلال السعودي قبل انطلاق الموسم
مطالب مالية من مالكوم تثير أزمة في الهلال السعودي قبل انطلاق الموسم
كتب بواسطة: هلال الحداد |

أثار النجم البرازيلي مالكوم حالة من الجدل داخل أروقة نادي الهلال السعودي بعد أن تقدّم بمطالبات مالية جديدة أثارت تساؤلات حول التوقيت والمضمون، وخلقت نوعًا من القلق المتزايد في أوساط الإدارة والجماهير، اللاعب الذي كان قد انضم إلى صفوف الفريق في صفقة كبرى، عاد مجددًا ليتصدر العناوين ولكن هذه المرة خارج المستطيل الأخضر.

مصادر مطلعة كشفت أن مالكوم قدّم طلبًا رسميًا لإعادة النظر في عدد من البنود المالية المتعلقة بعقده، بما يشمل بعض المكافآت والحوافز التي يرى أنها لم تُحتسب بالشكل المتفق عليه، وجاءت هذه المطالبات في وقت حساس يشهد فيه النادي استعدادات مكثفة للموسم المقبل، مما أضاف حالة من الارتباك إلى الطاقم الإداري.

تباينت الآراء داخل النادي حول مطالب اللاعب، فبينما ترى بعض الأصوات في الإدارة أن له الحق في توضيح موقفه وطلب مستحقاته إن وُجد خلل، ترى أطراف أخرى أن توقيت هذه الخطوة غير مناسب إطلاقًا، خاصة وأن الهلال يخوض مفاوضات مع أكثر من لاعب أجنبي ويعمل على استقرار التشكيلة.

التوتر لم يقتصر على الإدارة فحسب، بل تسلل أيضًا إلى بعض أفراد الطاقم الفني الذين اعتبروا أن مثل هذه القضايا تُشتت الانتباه وتؤثر على التحضيرات الفنية، خصوصًا إذا تصاعدت إلى أزمة معلنة، الجهاز الفني كان يأمل في بداية هادئة للموسم، بعيدًا عن أي تشويش أو مشكلات تعاقدية.

الجمهور الهلالي، بدوره، انقسم بين مؤيد ومعارض. فبينما عبّر البعض عن تضامنه مع اللاعب، معتبرين أن الأندية يجب أن تلتزم بالعقود كاملة، يرى آخرون أن مالكوم اختار توقيتًا مربكًا وربما يسعى للضغط من أجل تحسين شروطه وسط اهتمام أوروبي متجدد بخدماته.

وفي ظل هذه التطورات، بدأت الإدارة القانونية في الهلال مراجعة تفصيلية لبنود العقد الموقع مع مالكوم، سعياً لفهم مدى قانونية مطالبه، والتأكد من أن كافة الالتزامات المالية قد تم تنفيذها وفق الاتفاق. المصادر ذاتها أشارت إلى أن النادي لم يُخطر بأي مخالفة رسمية قبل هذا الطلب.

مالكوم الذي قدم أداءً مقبولًا في الموسم المنصرم، كان قد تعرض لبعض الانتقادات بسبب تذبذب مستواه، لكن البعض يرى أن مستواه تأثر بعوامل متعددة أبرزها طريقة توظيفه والضغط الجماهيري العالي، ويُخشى أن تؤثر هذه الأزمة على الحالة المعنوية للاعب في حال لم تُحل سريعًا.

إعلاميًا، بدأت القضية تأخذ منحى تصعيدي، إذ تناولتها عدة منصات رياضية على أنها بداية أزمة محتملة بين نجم بحجم مالكوم وإدارة نادٍ بحجم الهلال، وزاد من الجدل أن وكيل أعمال اللاعب لم ينفِ المطالب، مؤكدًا أن هناك "أمورًا يجب تسويتها قبل انطلاق الموسم".

المؤشرات الأولية تؤكد أن الهلال لا يرغب في الدخول في نزاع مع اللاعب، خاصة وأنه يعد أحد عناصر الاستثمار الرياضي الكبرى في الفريق، لكن الإدارة في الوقت ذاته حريصة على تطبيق الأنظمة بحزم، وعدم فتح الباب لمطالب مشابهة قد تأتي لاحقًا من لاعبين آخرين.

من جانبه، لم يُدلِ مالكوم بأي تصريح رسمي حتى الآن، مكتفيًا بالتدريب مع الفريق وفق البرنامج الإعدادي، ويفسر البعض هذا الصمت على أنه محاولة لاحتواء الأزمة، بينما يراه آخرون دليلاً على استمرار التوتر خلف الكواليس.

الجهاز الإداري يسعى حاليًا لتسوية داخلية تحفظ التوازن، وقد تمت بالفعل اتصالات غير مباشرة مع وكيل اللاعب في محاولة للوصول إلى تفاهم ودي، يُذكر أن الهلال يمر بمرحلة تجديد في بعض المراكز، ويرغب في عدم تشويش هذه العملية بالتفاصيل الجانبية.

الجماهير تتابع الموقف عن كثب، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدت تفاعلات واسعة عبر وسوم مرتبطة باسم مالكوم، وسط دعوات من بعض المشجعين لإدارة الهلال بضرورة الحزم والحفاظ على استقرار الفريق الذي تنتظره تحديات محلية وقارية.

في الوقت ذاته، تُطرح تساؤلات حول إدارة التعاقدات في الأندية السعودية بشكل عام، وكيفية صياغة العقود وحماية الأطراف، خاصة في ظل التوجه الوطني الكبير لاستقطاب النجوم العالميين، وقد تكون هذه الأزمة فرصة لمراجعة أوسع لآليات التفاوض وإدارة العلاقة مع المحترفين.

ويبقى مصير مالكوم داخل الهلال رهنًا بما ستسفر عنه الأيام المقبلة، سواء عبر تسوية هادئة تُعيد الأمور إلى نصابها، أو تطور غير محسوب قد يُلقي بظلاله على بداية الموسم، ويعيد إلى الواجهة التحديات الإدارية في إدارة النجوم.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار