أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا جديدًا بشأن حالة الطقس المتوقعة على أجزاء من منطقة الرياض اليوم حيث تتأثر بعض المحافظات بحالة من الأتربة المثارة التي قد تؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية خاصة في الفترات الصباحية.
وتشمل الحالة المناخية عددًا من المحافظات الواقعة شمال وجنوب الرياض منها الزلفي وشقراء والمجمعة بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل الأفلاج والسليل وحوطة بني تميم وتشير التوقعات إلى استمرار تأثير الأتربة لعدة ساعات متواصلة.
وأوضح المركز أن الأتربة المثارة تنتج عن نشاط في الرياح السطحية المصاحبة لاضطراب جوي محدود ما يؤدي إلى إثارة الغبار وتشكيل سحب ترابية عالقة في الجو تؤثر على جودة الهواء في المناطق المتأثرة بالحالة.
وبحسب ما ورد في بيان الأرصاد فإن الأتربة بدأت في التصاعد منذ ساعات الصباح الأولى ويتوقع أن تستمر حتى ساعات المساء مع احتمالية امتدادها إلى مناطق إضافية حسب حركة الرياح واتجاهها خلال اليوم.
ونصح المركز المواطنين والمقيمين في المناطق المتأثرة بتوخي الحذر وتجنب التعرض المباشر للأجواء المغبرة خصوصًا كبار السن والمصابين بالأمراض التنفسية لما قد تسببه الأتربة من مضاعفات صحية واضطرابات في التنفس.
كما شددت الجهات المختصة على ضرورة تجنب القيادة في الطرق المكشوفة وقت اشتداد الغبار نظرًا لانخفاض مدى الرؤية الأفقية بشكل ملحوظ مما قد يزيد من احتمالات وقوع الحوادث المرورية في بعض الطرق السريعة.
وأهابت الإدارة العامة للمرور بقائدي المركبات الالتزام بالتعليمات المرورية وتخفيف السرعة واستخدام الإضاءة المناسبة خلال القيادة أثناء الأجواء المتربة مشيرة إلى أهمية التوقف في أماكن آمنة عند انعدام الرؤية تمامًا.
وفي السياق ذاته أكدت وزارة الصحة على جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية في استقبال أي حالات طارئة ناتجة عن تأثيرات موجة الغبار مشيرة إلى وجود فرق طبية متخصصة على مدار الساعة للتعامل مع الحالات الحرجة.
من جهة أخرى أشار عدد من السكان المحليين في تلك المحافظات إلى أن الأجواء بدأت بالتحول منذ ساعات الفجر حيث لاحظوا تصاعدًا تدريجيًا في الغبار واختفاء المعالم البعيدة بسبب التعتيم الهوائي الذي سببه الغبار الكثيف.
ويُتوقع بحسب خرائط الطقس والتحليلات المناخية أن تستقر الأوضاع تدريجيًا خلال الساعات المقبلة مع بداية تراجع سرعة الرياح وعودة الرؤية إلى وضعها الطبيعي إلا أن ذلك يظل مرتبطًا بعوامل جوية متغيرة.
ويُذكر أن منطقة الرياض تشهد من حين لآخر مثل هذه الحالات الجوية نتيجة التغيرات الموسمية ونشاط الرياح الموسمية التي تتسبب في اضطرابات مناخية مؤقتة غالبًا ما تستمر لساعات معدودة قبل أن تعود الأجواء إلى طبيعتها.
وتتابع فرق الرصد الجوي المتنقلة في الأرصاد الحالة على مدار الساعة وتقوم بتحديث البيانات والتوقعات بشكل مستمر عبر منصاتها الرسمية وذلك لإبقاء الجمهور على اطلاع دائم بأي تغيرات طارئة في الأجواء.
ويشدد خبراء الطقس على أهمية متابعة التنبيهات الصادرة عن الجهات الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات أو التوقعات غير المعتمدة التي قد تتسبب في نشر القلق أو تقديم معلومات مغلوطة للمجتمع.
كما دعا الدفاع المدني الجميع إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية وتجنب الخروج غير الضروري خلال فترات الذروة التي تشهد أعلى نسبة غبار في الهواء مشددًا على أهمية استخدام الكمامات الوقائية عند التواجد خارج المنزل.
ومن المنتظر أن تصدر الجهات المختصة تحديثًا جديدًا في حال استمرار الحالة لفترة أطول من المتوقع أو في حال انتقالها إلى مناطق إضافية في نطاق منطقة الرياض أو المناطق المجاورة لها.