الإسبرين
استشاري يعلن أربع حالات يجب أن تتناول الأسبرين يوميًا.. هل أنت منها؟
كتب بواسطة: محمد الخوري |

وجّه أحد أبرز الاستشاريين السعوديين في أمراض القلب تحذيرًا مهمًا يتعلق بالاستخدام اليومي لدواء الأسبرين مؤكدًا أن هناك فئات محددة فقط يُنصح لها بهذا النوع من العلاج بشكل منتظم وتحت إشراف طبي صارم.

وقال الدكتور خالد النمر أستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين إن تناول الأسبرين بشكل يومي لا يُناسب الجميع بل قد يحمل أضرارًا عند استخدامه بشكل عشوائي دون تشخيص طبي دقيق يحدد مدى الحاجة له وارتباطه بالحالة الصحية.

وأوضح في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" أن هناك أربع فئات فقط من المرضى يُنصح لهم بتناول الأسبرين بشكل يومي لما له من دور في الوقاية من تجلطات محتملة يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة.

وبيّن أن الفئة الأولى تشمل المرضى الذين سبق لهم التعرض لجلطة في القلب حيث يُسهم الأسبرين في منع تكرار الانسداد في الشرايين التاجية من خلال مفعوله المضاد للتخثر الذي يساعد في تدفق الدم بسلاسة.

أما الفئة الثانية بحسب النمر فهي للمرضى الذين أُصيبوا بجلطة دماغية سابقة إذ يُستخدم الأسبرين في هذه الحالات كأداة وقائية تقلل فرص تكرار الجلطة من خلال الحد من تجمع الصفائح الدموية داخل الشرايين الدماغية.

وأشار إلى أن الفئة الثالثة هي الأشخاص الذين يعانون من تضيق في الشرايين الطرفية والتي تشمل شرايين الساقين أو اليدين حيث يلعب الأسبرين دورًا في تحسين التروية الدموية وتقليل خطر تكوّن الجلطات الدموية.

وأضاف أن الفئة الرابعة والأخيرة تشمل المرضى الذين خضعوا في السابق لعمليات قلب مفتوح أو تركيب دعامات قلبية إذ يُساعد تناول الأسبرين بشكل يومي في المحافظة على سلامة مجرى الدم وعدم انسداد الشرايين مرة أخرى.

وشدد النمر على أن هذه التوصيات موجهة فقط للفئات التي تم تشخيصها من قبل طبيب مختص داعيًا إلى عدم استخدام الأسبرين كإجراء وقائي عام خصوصًا لمن لا يعانون من مشاكل قلبية فعلية مثبتة سريريًا.

وأوضح أن تناول الأسبرين دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية مثل النزيف المعوي أو القرحة الهضمية خصوصًا لدى كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب حذرًا في اختيار الأدوية المصاحبة.

ونبّه إلى أن الثقافة الصحية الخاطئة المنتشرة بين بعض الناس والتي تروّج لتناول الأسبرين يوميًا للوقاية من أمراض القلب دون وجود عوامل خطورة حقيقية قد تتسبب بنتائج عكسية على المدى البعيد.

وأكد أن القرارات العلاجية المتعلقة بالأدوية القلبية يجب أن تكون مبنية على تقييم طبي دقيق يشمل التحاليل المخبرية وتاريخ المريض الصحي والفحوصات الإشعاعية وليس مجرد توصيات عامة أو معلومات متداولة.

ودعا إلى تعزيز الوعي الصحي بضرورة استشارة الطبيب المختص قبل البدء أو التوقف عن أي دواء له تأثير مباشر على وظائف القلب أو الدم مشيرًا إلى أن العلاج الخاطئ أحيانًا قد يكون أخطر من المرض نفسه.

كما شدد على أهمية المتابعة الدورية للحالات المرضية التي تتطلب استخدام الأسبرين بجرعات محددة ولفترات مدروسة مؤكدًا أن العشوائية في التناول قد تُضعف فعالية الدواء وتعرض المريض لخطر غير محسوب.

وأشار إلى أن الأسبرين رغم كونه دواءً قديمًا ومتوفرًا إلا أنه يحمل خصائص دوائية قوية تتطلب تعاملًا مسؤولًا من قبل الطبيب والمريض معًا بما يضمن تحقيق الفائدة المرجوة دون أضرار جانبية محتملة.

واختتم النمر حديثه بالتأكيد على أهمية رفع الوعي العام حول الاستخدام الصحيح للأسبرين وغيره من الأدوية القلبية الحساسة مطالبًا بتكثيف الرسائل التوعوية عبر المنصات الصحية والإعلامية المعتمدة.